تدخل الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة شهرها السابع اليوم، فيما تستمر الجهود الدولية لتأمين هدنة تتيح لسكان القطاع المدمر التقاط بعض انفاسهم بعد أن باتوا على شفير المجاعة، بينما يستمر الاستنفار الاسرائيلي تحسبا للردّ المتوقع من ايران انتقاما لقصف قنصليتها في دمشق الأسبوع الماضي.
وقد تعهد الحرس الثوري الإيراني بتلبية ما وصفه بـ«المطالب الشعبية بمحاسبة الكيان الصهيوني وداعميه بسبب الجريمة الإرهابية في دمشق».
جهود الوساطة
هذا، وتستأنف مساعي الهدنة التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر، حيث يتوجه وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» برئاسة خليل الحية إلى القاهرة اليوم تلبية لدعوة مصرية.
ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصدر قيادي في «حماس» أن الوفد سيبحث تطورات اتفاق وقف إطلاق النار. وان «اتصالات مكثفة جرت بين رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية والوسطاء خلال الساعات الأخيرة لاستئناف التفاوض بالقاهرة». حيث أكد هنية للوسطاء أن أي جولة تفاوض يجب أن تبدأ على قاعدة وقف إطلاق النار الدائم، و«بالانسحاب الشامل للاحتلال وعودة النازحين بلا شرط»، بحسب القناة.
وفي السياق ذاته، يعود مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز إلى القاهرة للمشاركة في المحادثات الرامية لوقف النار والافراج عن الاسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات، كبنود رئيسية تشكل محور كل المساعي الدولية، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بيرنز سيجتمع مع رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي «الموساد» ديفيد برنيع بالإضافة إلى مسؤولين من مصر وقطر.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، بأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، تبرز كقضية رئيسية في صلب المفاوضات الدائرة بشأن وقف النار وإطلاق الأسرى.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تضغط على إسرائيل للسماح لأعداد محدودة من المدنيين الذين شردتهم حرب غزة المستمرة منذ ستة أشهر بالعودة إلى الجزء الشمالي من القطاع، وهي نقطة خلاف رئيسية متبقية في محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز الأسرى، وفق ما قال مسؤولون أميركيون إسرائيليون ومصريون.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس مساء الجمعة إن الرئيس الأميركي جو بايدن حض مصر وقطر «على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به».
وجاء الإعلان عن هذه المساعي الأميركية الجديدة بعدما حضت الولايات المتحدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التوصل «بدون إبطاء» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
إسرائيل تعثر على جثة أسير
ميدانيا، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، جراء تجدد القصف الصاروخي والمدفعي والغارات الاسرائيلية في مناطق مختلفة من القطاع.
وقالت وكالة «وفا» إن القصف المدفعي استهدفت حي الزيتون والصبرة وتل الهوا والشيخ عجلين في مدينة غزة، إضافة إلى استهدافه مناطق المغراقة والزهراء والأطراف الشمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع. كذلك، قصفت مدفعية الاحتلال بلدة بيت حانون شمال القطاع، والأحياء الجنوبية الغربية لمدينة خان يونس، جنوب القطاع، بالتزامن مع غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على وسط وغرب المدينة.
واتهمت وزارة الصحة في غزة، الجيش الاسرائيلي بارتكاب «4 مجازر بالقطاع راح ضحيتها 46 شهيدا و65 مصابا» ما يرفع «عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 33 ألفا و173 شهيدا و75 ألفا و815 مصابا».
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استعادة جثة أحد الأسرى في خان يونس بوسط قطاع غزة، مشيرا إلى أنه قتل اثناء احتجازه.
وأفاد الجيش في بيان بأن إلعاد كتسير الذي كان عمره 47 عاما عند احتجازه من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، «قتل بحسب معلومات خلال أسره بأيدي منظمة الجهاد الإسلامي». وأطلق سراح والدته التي خطفت معه، في 24 نوفمبر خلال الهدنة الوحيدة التي أقرت بين إسرائيل وحركة حماس خلال ستة أشهر من الحرب.
وأعيدت جثة كتسير إلى إسرائيل حيث تم التعرف إليه رسميا بحسب الجيش.
وتحت الضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل أمس الأول السماح بنقل المساعدات «مؤقتا» عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالي 40 كيلومترا إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بين إسرائيل وشمال القطاع الفلسطيني.
كما ستسمح «بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم» بين إسرائيل وجنوب القطاع.
منظمات تحذر
من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدابير التي أعلنت عنها إسرائيل «مشتتة» وغير كافية.
وحذرت رئيسة منظمة أنقذوا الأطفال «سايف ذا تشيلدرن» غير الحكومية في الولايات المتحدة جانتي سوريبتو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن «الموجة المقبلة من الوفيات الجماعية بين الأطفال في غزة لن تأتي بسبب الرصاص والقنابل، بل بسبب الجوع وسوء التغذية».
وطالبت «وورلد سنترال كيتشن» بتشكيل لجنة تحقيق «مستقلة»، فيما دعت پولندا التي قضى أحد مواطنيها في الضربة بإجراء «تحقيق جنائي» بتهمة «القتل».
أستراليا تطلب توضيحات
كما اعتبرت أستراليا أمس أن المعلومات التي أعطتها إسرائيل حول مقتل العاملة الإنسانية الأسترالية «غير كافية»، وذلك بعد ان زعمت اسرائيل ان القصف كان يستهدف عنصرا من حماس انضم إلى القافلة.
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ للصحافيين إنها «أبلغت بشكل واضح أننا لم نتلق بعد معلومات كافية بمستوى ما ننتظره».
وأضافت «نتوقع محاسبة كاملة» عن مقتل عاملة الاغاثة الاسترالية وزملائها في وورلد سنترال كيتشن الذين قضوا معها.
وتابعت «نعتقد أن مقتلهم لا يمكن تبريره وينبغي القيام بتحرك عملي واضح لضمان عدم تكرار هذه المأساة إطلاقا».