يقول احد المشاهير القدامى: رأيت احد الفقراء في الشارع نحيفا جدا وعلى وجهه التعب كأنه لم يأكل منذ يومين وأراه مبتمسا، وبالصدفة مرت سيارة فخمة فسألت هذا الفقير: ألا تتمنى أن تملك مثل هذه السيارة؟
فقال: لا.. عسى الله يرزقهم زيادة.
راض بما قسمه الله له.. فجعل الله الجنة في قلبه.
من رضي بقسمة الله واقداره أرضاه الله.. القناعة هي أساس الحياة فإن لم تكن تملكها لو حيز لك ما في الارض لن ترضى وستطمع بالمزيد.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا.. ولا يملأ جوف آبن ادم إلا التراب.. ويتوب على من تاب».
عندما كنت صغيرا، كنت عندما اخرج مع والدي وارى السيارات الفارهة والبيوت الكبيرة الجميلة يقول لي ابي: قل اللهم زده وبارك له وفيه، فالملائكة تقول ولك بالمثل.
علمني والدي على القناعة وألا ارى نعمة عند احد ابدا إلا وأحمد الله على كل نعمة اعطاني اياها.
سألوا احد الاثرياء ممن يظهر بعض ما يملك من غناه في مواقع التواصل الاجتماعي: الا تظن ان الناس يصيبهم حسرة وندم ان بعضهم ليس لديه ما يأكله وانت تظهر غناك؟
فقال: اسمي لا يظهر الا لمن بحث عنه.. ومن يبحث عني ويرى ما افعله ويغضب ربما هو ابتلاء من الله عليه وصدق.
من لم يقتنع ويحمد الله ويرضى بما قسم الله له ويراقب الناس وأرزاق غيره، يبتليه الله بالسخط والحسرة والحسد ومهما امتلك من نعم سيراها بسيطة وقليلة، حتى يأخذها الله منه كلها فيصاب بحسرة على حسرة على ما فرط من حمد الله على النعم وشكره عليها.
قال سبحانه وتعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
للأسف ان التذمر اصبح عادة فنتذمر ونرى بعين السخط والغضب.. حتى عندما يرزقنا الله زيادة 10 دنانير البعض يزدري هذا المبلغ بأنه زهيد!
والله سبحانه يقول (لئن شكرتم لازيدنكم)، فالشكر يزيد من النعم ويديمها، والسخط يسلب النعمة ويجعلها نقمة.
اللهم انا نعوذ بك من تحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، وأوزعنا ان نشكر نعمك التي انعمتها علينا وأدمها علينا.
اللهم قنعنا بما رزقتنا وبارك لنا فيه واخلف علينا كل غائبة بخير.
[email protected]
Twitter: @Y_ALotaibii