بيروت- خلدون قواص وعامر زين الدين
تمنى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن تطوى صفحة العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان. وقال: كلنا ثقة بأن وطننا سيستعيد عافيته بتضافر جهود الجميع وتعاونهم الإيجابي، والتفافهم حول الدولة التي نحرص على العمل لتأمين استمراريتها وهيكلها البنيوي.
وأضاف بعد أدائه صلاة عيد الفطر السعيد في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس: نتمنى ان تثمر الجهود الدولية والعربية وقفا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن ينعم الفلسطينيون بالأمن والاستقرار.
من جهته، حذر أمين الفتوى في لبنان الشيخ أمين الكردي في خطبة عيد الفطر في جامع الأمين وسط بيروت، من الفتن، وقال بتكلف من مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان: كفانا لغة التخوين والتخوين المقابل، العدو الصهيوني الذي يبني كيانه ووجوده الزائل بإذن الله على منظومة دينية متشددة لا يستريح أبدا عندما يرى مشهد التنوع في لبنان والعيش المشترك، ويحاول هذا الكيان الصهيوني دائما إيجاد ممر للفتنة وإيقاظها وإشعالها بين اللبنانيين لإزالة هذا التنوع في لبنان، مما ينبغي أن نكون على قدر عال من الوعي حتى لا ننزلق إلى أي فتنة من الفتن.
وأضاف: قضية المسجد الأقصى ليست قضية مرتبطة بدول ولا بمحاور ولا بأحزاب وحركات، قضية المسجد الأقصى هي قضية دينية عقائدية عند كل إنسان مسلم لأن المسجد الأقصى مسرى نبينا محمد ژ وقبلة المسلمين الأولى، وواجب تحريره على جميع المسلمين، كل حيث أقامه الله تعالى.
بدوره، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة العيد ان لبنان شراكة ميثاقية، وقال: موضوع رئاسة الجمهورية يمر بهذه الميثاقية التكوينية، والمطلوب من شركاء الداخل ملاقاة الثنائي الوطني بتسوية رئاسية تليق بتضحيات أعظم مقاومة سيادية على الإطلاق، ولا تقسيم، ولا مركزيات طائفية، ولا تمزيق ماليا وإداريا للبلد، ولا نسف لمشروع الدولة، ودفاعنا عن الدولة والشراكة الوطنية ليس له حدود، والشراكة الإسلامية المسيحية ضمان وطني للبنان، ولا قيام للبنان إلا بالتوافق والشراكة، وعلى الفريق المعارض أن يقرأ بعيون التضحيات السيادية على الجبهة الجنوبية، وبقاء لبنان من بقاء وحدته الوطنية، ومقاومته وجيشه وعائلته الإسلامية المسيحية.
أضاف: كموقف ثابت حذار الشحن الطائفي فإنه ألد أعداء لبنان، وأخذ البلد نحو فتنة شوارع وطوائف واتهامات وحقد أمر دونه كوارث، ولابد هنا أن نشكر الجيش اللبناني لأنه حمى البلد من فتنة كاد البعض يشعل نارها، ومع ذلك الوقت ينفد والبلد مازال مصلوبا على خشبة القطيعة السياسية التي يمارسها البعض على قاعدة «إما نحن أو الخراب»، لذلك نحن لن نقبل بأي تسوية رئاسية تتعارض مع الملحمة الوطنية التي تقودها المقاومة على الجبهة الجنوبية، وأي خطأ في هذا المجال سيضع البلد في قعر القعر، لأن خرائط البعض خطيرة، ولعبة الشوارع تضعنا بكف عفريت، وهنا علينا جميعا (كمؤسسات عامة، عسكرية، أمنية وقضائية) بالأمن الاستباقي، وذلك كأكبر ضرورة لحفظ لبنان، ودون الأمن الاستباقي سنكون أمام كوارث وجودية.
بدوره، دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى بعد ان أم الصلاة في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي في عبيه، «اللبنانيين للعودة إلى الجذور والتمسك بروحية الصيغة الوطنية واحترام مشهد التنوع في الوحدة الذي يميز هذا الوطن، ولتحمل المسؤولية في القيام بواجب إنقاذ البلاد من الانهيار وإعادة بناء المؤسسات والنهوض بالدولة».
وشدد على «استثمار علاقات المكونات اللبنانية جميعها، من أجل بناء الدولة وحماية الوطن، لا أن تستغل تلك العلاقات والمقومات لاستقواء هذه الجهة على تلك، أو لإنتاج أحلام فئوية أو تقسيمية أو تصادمية، لأننا بذلك نكون قد حكمنا على لبنان بالفشل وعلى صيغة التنوع بالانهيار والتفكك، وعلى أولادنا بالتشتت والضياع. وبقدر ما ندعو إلى الوقوف صفا واحدا متراصا في مواجهة العدوان الإسرائيلي وزارعي الفتنة ومروجي الفساد على أنواعه، فإننا ندعو إلى ضبط النفس ومعالجة الإشكالات والقضايا المستجدة بروية وروح وطنية».