أولا، نبدأ بـ «عيدكم مبارك» وتمنياتنا بعيد سعيد على كل المسلمين.. عيدنا اليوم يختلف عن العيد أيام الزمن الجميل، إذ كنا نستقبل العيد بالفرح والسعادة ونتبادل التهاني وزيارة الأهل والأحباب، وكانت الدواوين في ذلك الزمن الجميل عامرة بأهلها وبروادها.. وفي الديوانية القديمة هناك بخور ومرشات الورد وتناول إفطار خاص بعيد الفطر السعيد.
وكنا بعد تسلم العيدية التي لا تتجاوز خمس روبيات ننطلق إلى ساحة الصفاة، حيث الألعاب مثل «الدورفة» و«القليلبة» و«أم الحصن دارت».. وكذلك كانت هناك حمير نستأجرها ونتسابق بها إلى طوفة قصر نايف.
نعم، كانت أعيادنا في القديم تختلف كثيرا عن أعيادنا اليوم، نستقبل العيد كبقية الأيام ويستعد «أبونا العود» وهو مجهز «الجيس» وهو الكيس من القماش فيه خردة روبيات ونصف روبية ليوزعها على الأحفاد. أما اليوم فهناك العيادي من خمسة دنانير إلى عشرين دينارا «وايد فرق»!.. لكن الروبيات الأولية كنا نفرح بها أكثر، والدنانير لا نشعر بها لأننا اعتدنا عليها في كل شهر وبمناسبات مختلفة.
واليوم، الوالد العود يستقبل الأهل والأحفاد ويتفطر معهم، على طاولة عامرة بكل أنواع الطعام، وهناك من يفضل قضاء العيد في الشاليه، وهناك من يفضل السفر، واليوم السفرات باتت متنوعة وواسعة الخيارات، وهذا يعني معظم الناس يرغبون في قضاء أيام العيد في الخارج.
ولم نعد نشعر بروعة «اللمة واليمعة» التي كنا نعيشها في السابق، فالعيد في أيام الزمن الجميل كان أجمل وأسعد وفيه لقاءات بين الأهل والأقارب وزيارات الجيران، وكما ترون تأثير التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتقنية على حياتنا، فحتى العيد تغير عن قبل..
عسى الله أن يجمع الأهل والأحبة وتعود الأعياد كما كانت في السابق كلها فرح وتواصل ووناسة.
ونبارك للجميع ونقول «عيدكم مبارك وعساكم من عواده».
والله الموفق،،،