تصاعدت الضغوط الدولية على اسرائيل وإيران لتجنب التصعيد في أعقاب الهجوم الايراني، في وقت حضت طهران الدول الغربية على أن تكون «ممتنة» لضبط النفس الذي أبدته تجاه إسرائيل، وذلك بعد الإدانة الواسعة للهجوم الذي شنته طهران على اسرائيل ردا على قصف قنصليتها في دمشق.
وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي إن على حلفاء إسرائيل «بما فيها الولايات المتحدة، أن يثمنوا تصرفات إيران من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين بدلا من الإدلاء بتصريحات ومواقف غير منطقية. وكيل الاتهامات بحقها».
وأوضح «نظرا إلى عدم تحرك مجلس الأمن وتقاعسه والسلوك غير المسؤول للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في خلق الردع ضد الاحتلال الصهيوني، تحركت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال استخدام حقوقها في إطار الدفاع المشروع ووفقا للقوانين الدولية».
ونفت وزارة الخارجية الإيرانية أن تكون طهران قد توصلت لتفاهم مسبق مع أي طرف آخر بشأن ردها على الهجوم الذي شنته على إسرائيل، وذلك بعد تقارير عن ان طهران أبلغت واشنطن عبر دول من بينها قطر وتركيا وسويسرا باليوم المقرر لشن هجومها على إسرائيل.
جاء ذلك في وقت تستمر المناشدات الغربية لإسرائيل بضبط النفس، حيث دعاها المستشار الألماني أولاف شولتس إلى «المساهمة في خفض التصعيد» في الشرق الأوسط.
وقال شولتس في تصريح صحافي خلال زيارة يقوم بها للصين إن «الطريقة التي تمكنت من خلالها إسرائيل بالتعاون مع شركائها الدوليين.. من صد هذا الهجوم، مثيرة للإعجاب فعلا»، معتبرا ذلك «نجاحا لا يجب التفريط به، ومن هنا فإن نصيحتنا (لها) هي المساهمة في خفض التصعيد».
وقال شولتس خلال اجتماع عبر الفيديو لقادة دول مجموعة السبع أمس الأول «أستطيع أن أقول لكم إن تقييمنا للوضع متطابق تماما».
وقد استدعت ألمانيا السفير الإيراني لديها بعد يوم على استدعاء طهران سفراء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على خلفية موقف دولهم من الهجوم الذي شنته إيران بمسيرات وصواريخ على إسرائيل.
كما دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل إلى «تجنب التصعيد»، وحث بدلا من ذلك السلطات الإسرائيلية على التركيز على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة.
وقال كاميرون في حديث إذاعي إنه يكرر النداء الذي وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل بأن «ترضى بالنصر ثم تنتقل للتركيز على كيف يمكن القضاء على حماس في غزة وكيف تفرج عن الرهائن».
وأضاف «نحن حريصون جدا على تجنب التصعيد وعلى أن نقول لأصدقائنا في إسرائيل إن الوقت حان الوقت للتفكير بالعقل وبالقلب، وهذا يعد من نواح عدة هزيمة مزدوجة لإيران». وقال «لم يسجل هجومهم فشلا شبه تام فحسب، بل يمكن لبقية العالم أيضا أن يرى مدى تأثيرهم الخبيث في المنطقة». كذلك، دعت وزارة الخارجية الصينية كلا من إيران وإسرائيل إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس وتجنب التصعيد. لكن شبكة «سي إن إن» الأميركية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين، تأكيدهم على أن مجلس الحرب الإسرائيلي مصمم على الرد على هجوم إيران وأعضاؤه يناقشون توقيت الرد ونطاقه.
وأن المجلس يدرس خيارات ديبلوماسية لزيادة عزلة إيران على المسرح العالمي. وقال المسؤولون ان مجلس الحرب يدرس شن هجوم على منشأة إيرانية كرسالة لكنه سيتجنب التسبب في وقوع إصابات.
من جهته، اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتسبب في تقويض «الردع الإسرائيلي» في أعقاب هجوم إيران غير المسبوق.
وأضاف لابيد أن نتنياهو الذي عاد إلى السلطة أواخر العام 2022 على رأس ائتلاف مع أحزاب اليمين المتطرف، جلب «أكواما من الدمار من بئيري إلى كريات شمونة» داعيا إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وفي إشارة إلى تصاعد هجمـــــات المستوطنـــين «الإرهابية» في الضفة الغربية قال لابيد «إذا لم نتخلص من هذه الحكومة فسوف تجلب علينا الدمار».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية إن سفينة الحاويات التي احتجزتها إيران نهاية الأسبوع قرب مضيق هرمز في الخليج، وقالت إنها «مرتبطة بإسرائيل»، موجودة «في المياه الإقليمية الإيرانية» من أجل «إجراء التحقيقات اللازمة».
ولم تقدم السلطات الإيرانية أي معلومات منذ احتجاز القوات البحرية الخاصة التابعة للحرس الثوري السبت سفينة الحاويات «ام سي اس أريز» (MCS Aries) في مضيق هرمز.
وقال كنعاني «نقلت السفينة إلى المياه الإقليمية الإيرانية».