رفعت وزارة التجارة الداخلية أسعار المحروقات والمشتقات النفطية للمرة السادسة منذ بداية العام، حيث وصل سعر ليتر المازوت الحر إلى 12540 ليرة بعدما كان 12100 ليرة، في حين تم تحديد سعر ليتر البنزين أوكتان 95 بـ 14290 ليرة، بعد أن كان في النشرة قبل الأخيرة 13985 ليرة، وليتر البنزين أوكتان 90 بـ 11500 ليرة، بعد أن كان بـ 11500 ليرة سورية، في حين وصل سعر طن الفيول إلى نحو 8.6 ملايين ليرة، وطن الغاز السائل إلى نحو 11.3 مليون ليرة.
أمين سر غرفة صناعة حمص عصام تيزيني اعتبر في تصريح لموقع جريدة «الوطن»، أن الإجراءات الحكومية المتعلقة برفع أسعار الطاقة اغتيال وإنهاء للصناعة والتجارة والاقتصاد السوري الذي يعتمد في جزء كبير منه على توافر مصادر الطاقة.
وقال: إن كل المصطلحات أصبحت عاجزة عن التعبير عن الأداء الهش والرخو للفريق الاقتصادي وعلى الرغم من ذلك مازالت الحكومة تدعي أنها تسعى للحفاظ على الصناعة وتشجيعها، وتدافع عن إنجازات غير واقعية، لافتا إلى أن كل ما يحكى ضمن اللقاءات والمهرجانات والاجتماعات لا يطبق على أرض الواقع، والشاهد على ذلك المستهلك السوري الذي أصبحت قدرته الشرائية شبه معدومة، وأصبحت لا تشكل أكثر من 5% مما كانت عليه قبل عامين فقط.
وفي السياق، انتقد تيزيني حالة احتكار المشتقات النفطية من شركة المحروقات التي تعد مسؤولة عن عمليات الاستيراد وتحديد الأسعار والتوزيع، إذ باتت تسعر وفقا للأسعار العالمية، فلم يعد هناك ما يسمى دعم القطاع الصناعي، خاصة بعدما أصبحت أسعار الكهرباء تزيد في سورية عن دول الجوار، مقترحا السماح للقطاع الخاص باستيرادها لإتاحة المنافسة والتسعير وفقا للواقع، وأشار إلى أن الحكومة يجب ألا تفكر بعقلية التاجر وألا تهتم بموضوع الربح والخسارة فيما يتعلق بدعم الاقتصاد الوطني، لأن الربح هنا يعني تنشيط العمل وتقديم حوافز لمنع هجرة الصناعيين، مؤكدا أيضا ضرورة دعم المزارعين الذين باتوا أكثر تضررا من الصناعيين نتيجة لرفع أسعار الطاقة.
ورأى تيزيني أن رفع أسعار المحروقات لا يعد السبب الرئيس في ركود الأسواق والكساد الحاصل بالبضائع، وإنما يسهم بشكل كبير في هذا التدهور وهجرة الصناعيين وإغلاق المعامل، إذ يوجد الكثير من الصناعيين الذين تركوا أعمالهم خلال العامين الأخيرين ونقلوا صناعاتهم إلى الخارج، كما توجد فئة أخرى كبيرة جدا أغلقت معاملها بشكل مؤقت وباتت تترقب ماذا يمكن أن يحدث، وهذه الفئة أدت إلى زيادة البطالة ولو أنها كانت مؤقتة.