يفكر عدد متزايد من أصحاب «التكاسي» جديا ببيع أو تأجير سياراتهم خصوصا بعد الزيادة الأخيرة في سعر الوقود لأنها لم تعد «تجيب همها».
ويشتكي هؤلاء، بحسب تقرير لموقع «أثر» أن هناك أياما يخرجون بخسارة، مدللين بأن ثمن 10 ليترات بنزين 287000 ل.س، وفي معظم الأحيان يستهلك التاكسي نصف الكمية وهو يتجول في الشوارع بحثا عن زبون مقطوع بحاجة لإيصاله سريعا إلى مبتغاه.
أبو يامن أحد هؤلاء حيث فضل ركن سيارته «التاكسي» بمحاذاة الرصيف بدلا من التجول بها بحثا عن زبون قد لا يأتي، خشية على صرف المزيد من البنزين، فيما كان يسعى وراء «استفتاحية» ليومه.
لكن أبو يامن ومنذ ان خرج من منزله عند الساعة السابعة صباحا لم يحظ بزبون واحد، ويقول: من دون رفع سعر البنزين مجددا، لم تعد مصلحة التاكسي تجلب همها، فالشخص يفضل أن يستقل سرفيس أو باص نقل داخلي وإذا كان مشواره قريبا فإنه يفضل المشي، ولا يستأجر تاكسي بسبب ارتفاع الأجرة من جهة وغلاء المعيشة من جهة ثانية.
ويضيف أبو يامن للموقع: من يحاول أن يتدبر حاجات منزله الرئيسية براتبه الشهري بصعوبة فهو غير مضطر للتاكسي إلا ما ندر، ونحن في المقابل نمضي ساعات طويلة ننتظر زبونا مضطرا للوصول سريعا، ولو كان معه وقت لاختار السرفيس أو الباص من باب التوفير.
وأشار سائق تاكسي آخر إلى أن رفع سعر البنزين باستمرار يثقل كاهل أصحاب السيارات ويهدد مصدر رزقهم الوحيد، إذ بات السائق يقضي ساعة وأحيانا أكثر من دون أي طلب، ناهيك عن ارتفاع أجور الصيانة والزيوت وقطع الغيار.
بدوره، قال أمجد (موظف): لا أفكر بالتاكسي أبدا لأن أقل تعرفة ولمسافة قصيرة تتجاوز 8000 ل.س، وإذا حاول الزبون الاعتراض على التعرفة المبالغ فيها، يبادر السائق إلى إلقاء اللوم على الزبون بأنه إذا لم يكن «قدار على دفع أجرة التاكسي» فلماذا يستقلها، وكأن الأمر بات نهبا علنا، على حد تعبير أمجد.
من جهتها، عزت ريم السبب وراء عدم وجود تعرفة ثابتة وواضحة للتكاسي إلى عدم التزام السائقين بتشغيل العدادات، وتراخي الجهات المعنية بإلزامهم بتشغيل العداد، مضيفة: لم أعد أستقل التاكسي لأنني في كل مرة أتشاجر مع السائق لأنه يطلب تعرفة مبالغا فيها، وكأنه يحملني مسؤولية رفع البنزين وأجور الصيانة وقطع التبديل، من خلال طلب تعرفة توصيل كاوية ولا تتناسب مع المسافة التي قطعتها.
بدوره، يقول الخبير الاقتصادي ماجد علي لـ «أثر» إن الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء المعيشة ورفع سعر المحروقات جميعها عوامل تثقل كاهل الأهالي وأصحاب التكاسي والسرافيس على حد سواء، ولكل منهم وجهة نظره المحقة، فالأهالي بحاجة للتوفير ليستطيعوا مواجهة تكاليف الحياة وتأمين الحاجات الضرورية لعائلته، وأصحاب التكاسي، بالمقابل أغلبهم ليس لديهم مصدر رزق آخر غير سياراتهم، وفي حال لم يعملوا فإنهم لن يجدوا ما يطعمون به أولادهم، ناهيك عن معاناتهم مع ارتفاع أجور الإصلاح والصيانة وقطع السيارات والزيوت وغيرها.
وبحسب علي، فإن تعديل العدادات بحسب آخر زيادة لسعر البنزين والتزام السائقين بتعرفة العداد سيجعلان الكثير من الزبائن يعودون لاستئجار التكسي.
يشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت قبل ايام سعر ليتر البنزين 90 (المدعوم) إلى 11500 ل.س، والبنزين أوكتان 95 إلى 14290 ل.س لليتر.