أوصانا ديننا الحنيف بالرفق بالحيوان، لكن كثيرا ما تطالعنا الأخبار من حين لآخر في جميع دول العالم عن حوادث هجوم بعض أنواع الحيوانات على بعض الأشخاص في الأماكن المفتوحة أو المغلقة، وتعددت تلك الأخبار، فأحيانا تكون كلابا ضالة أو كلابا يمتلكها بعض الأشخاص. وبالنسبة للكلاب الضالة، قامت بعض الدول بتجميعها ووضعها في أماكن خاصة لرعايتها فيها، وبعض الدول قامت بتجميعها وحقنها بمواد مهدئة ووضع قطعة معدنية في العنق لتمييزها عن غيرها، والبعض الآخر يقوم بقتل الكلاب الضالة والتخلص منها.
أما بالنسبة للكلاب التي تتم تربيتها في المنازل، فلابد من وضع قانون لحماية السكان المحيطين بالمنزل الذي يتواجد فيه الكلب، بالإضافة إلى منع تربية بعض السلالات الخطيرة من الكلاب التي تصنف بأنها شرسة في المنازل. وقد يتوفى بعض الأشخاص نتيجة الهجوم الشرس من الكلاب سواء كانت ضالة أو تلك التي تتم تربيتها في المنازل، وقد يصاب البعض بعاهات دائمة بسبب هجوم الكلاب عليه، بالإضافة إلى أن العلاج يستغرق فترات طويلة لحقن المصاب بالمصل المضاد لعقر الكلب.
وكشفت دراسة من جامعة ليفربول البريطانية، أن هناك علاقة وثيقة بين خطر مهاجمة الكلاب للشخص وبين شعوره بالخوف وميله إلى العصبية والقلق، وللتخلص من هذا الخوف لابد من مواصلة التنفس بشكل طبيعي والحفاظ على الهدوء وعدم الهلع أو الصراخ أو الهروب عند رؤية الكلب وتجنب الاتصال البصري معه، حيث إن الاتصال البصري قد يعتبره الحيوان دعوة للاقتراب، كما يجب المحافظة على مسافة كافية من الكلب وعدم الاقتراب منه.
هناك أنوع من الكلاب خطيرة جدا، ومن الأفضل أن يتم وضع قوانين خاصة لحماية الناس من هجوم الكلاب ولا يخفى علينا أن بعضها تكون ذات فائدة مثل كلاب الحراسة والكلاب التي يتم تدريبها على التعرف على المخدرات أو المواد المتفجرة خاصة في بعض المطارات في العالم، أو التي يتم تدريبها للتعامل مع المواقف الخطرة، وعلى كل من يربي حيوانا أن يتم الرفق به، وألا يشكل خطرا على الآخرين.
ولا ننسى أن تربية الكلاب في المنزل قد نهانا عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنجاستها، حين قال صلى الله عليه وسلم: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب».
ولذلك من يربي الكلب في بيته فإن الملائكة تنفر منه بسبب الروائح الخبيثة، وبذلك يخسر أهل البيت دفاع الملائكة عنهم ويخسر بركة دخول الملائكة إلى بيتهم والاستغفار لهم، وتعد هذه خسارة عظيمة.