يقول أحد الأدباء: «أصعب المعارك للإنسان معركة الوعي، وأسهلها معركة العاطفة، فالأولى تضيء والثانية تخدر».
نعيش اليوم صراع حضارات ومعركة من أشد المعارك هي معركة تعزيز الوعي وسط عالم يريد أن يفرض الوصاية الأخلاقية والقيمية والتربوية علينا، وينظر إلى قيمنا وأخلاقياتنا وقضايانا نظرة دونية يحاول أن يسقطها، ومن صور هذه المعركة معركة الحجاب ومحاولة فرض الحرية غير المنضبطة، والترويج لقيم أخلاقية وضيعة مثل المثلية والنسوية، حتى وصل الأمر إلى الترويج للإلحاد واعتباره حرية عقائدية مخالفا بذلك ابسط قيمنا الإسلامية، حتى إن آراءنا وتوجهاتنا السياسية يريد أن يفرض رأيه علينا، وما معركة طوفان الأقصى ببعيدة والتي روج لها الإعلام الصهيوني والغربي بأنها اعتداء إرهابي على الكيان الصهيوني، ولكن ولله الحمد انتصرت السردية الفلسطينية على قوة الإعلام الصهيوني وذلك لأول مرة منذ بداية الصراع الصهيوني- الفلسطيني.
معرض الكتاب الإسلامي السادس والأربعون والذي تقيمه جمعية الإصلاح الاجتماعي خلال الفترة من 14 إلى 20 أبريل الجاري وبرعاية كريمة من وزير الإعلام أدرك أهمية الوعي ورفع شعار «وعي يتشكل»، وحمل على عاتقه شيئا من تحقيق الوعي، الوعي بقضايانا القيمية، والوعي بقضايانا الإسلامية، والوعي بقضايانا الاجتماعية والثقافية.
ولكي تكون الصورة متكاملة وعملية وتحقق هدفها حرصت إدارة المعرض على تحقيق مبدأ المشاركة المجتمعية في تحقيق هذا المفهوم، فكان المعرض بالمشاركة مع وزارة الإعلام ممثلة برعاية وزير الإعلام ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية بفريق من العلاقات العامة والتوجيه المجتمعي ووزارة التربية ممثلة بالتوجيه الفني لمادة التربية الإسلامية، والعديد من الجهات المجتمعية والجهات التربوية مثل مراكز تعليم الأطفال، كما كان هناك تعاون مع وزارة التربية في إقامة رحلات لطلبة المدارس في الفترة الصباحية، وإقامة ورش توجيهية للطلبة، وفي الفترة المسائية محاضرات عامة.
ولا يقف الأمر عند معرض الكتاب، فهناك دور اكبر وأعمق لجميع مؤسسات الدولة وهيئاتها وجمعياتها التطوعية والمجتمعية، وقبل كل هذا الرعاية الأبوية في البيت الكويتي لتعزيز القيم الإسلامية، فبعض برامج التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت حاضنة لكثير من مروجي القيم المنحرفة، وأصبحت الكثير من الظواهر متقبلة عند شبابنا وبناتنا، وما كنا لا نعرفه من عشر سنوات واكثر اصبحنا نراه اليوم واقعا.. في اللبس والسلوك ووصل الأمر إلى من يقول بحرية الشذوذ وحقوق المثليين، واصبحنا نرى تصاعدا في نسب الإلحاد في عالمنا العربي حتى وصلت إلى 7% في مؤشر تصاعدي، ناهيك عن ارتفاع نسبة الطلاق ومشاكل التفكك الأسري، وتبني آراء ضد معتقداتنا الإسلامية الشرعية بدعوى حرية الرأي.