واصلت إسرائيل في اليوم الـ 196 عدوانها على قطاع غزة، كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية، وجرت اشتباكات أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة 4 عسكريين إسرائيليين بينهم ضابط.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن ضابطا و3 جنود أصيبوا خلال عملية للجيش الإسرائيلي بمخيم نور شمس بطولكرم بالضفة الغربية. وقالت مصادر إسرائيلية إن اثنين منهم جراحهم خطيرة بعد اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في المخيم.
وقد استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم بعد اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين وسمع دوي انفجارات، وسط استمرار حظر للتجوال منذ أمس الأول.
من جانب آخر، فرض الاتحاد الأوروبي الجمعة عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين وجماعتين إسرائيليتين «متطرفتين» بسبب أعمال العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي، المؤسسة التي تمثل الدول الأعضاء الـ 27، إن الأفراد والكيانات الخاضعين لهذه العقوبات «مسؤولون عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين».
وأوضح المجلس في بيان أن هذه الانتهاكات تشمل «أعمال تعذيب وغيرها من أشكال المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فضلا عن انتهاك الحق في الملكية والحق في الحياة الخاصة والعائلية للفلسطينيين في الضفة الغربية» المحتلة.
وتشمل العقوبات تجميد الأصول وحظر التأشيرات.
وأدرج الاتحاد الأوروبي منظمتين على القائمة السوداء، هما «لهافا» (Lehava) و«هيلتوب يوث» (Hilltop Youth). أما الأفراد الـ 4 الذين طالتهم العقوبات، فهم مئير إيتنغر وإليشا ييريد اللذان يقودان مجموعة «هيلتوب يوث» والمستوطنان نيريا بن بازي ويينون ليفي.
إلى ذلك، أفاد تلفزيون (آي 24 نيوز) الإسرائيلي، الجمعة، بأن الجيش قدم للجيش الأميركي خطة لتفعيل ممر إنساني في غزة استعدادا للعملية البرية المزمعة في رفح بجنوب القطاع، وذلك خلال اجتماع للتنسيق بين الجانبين.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤولين مطلعين القول إن عملية رفح محسومة، وان السؤال الآن هو «متى سيتم تنفيذها؟»، لافتة إلى أن المتوقع فتح الممر الإنساني بحلول نهاية الشهر.
وأضافت القناة: «في إسرائيل يدركون أنه من دون زيادة المساعدات الإنسانية وتفعيل الممر سوف يعارض الأميركيون العملية في جنوب القطاع».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن 130 جنديا أصيبوا بتسمم غذائي بعد تناولهم طعاما فاسدا، وتم نقل 17 منهم إلى المستشفى، وبحسب أهالي الجنود فإن «الطعام الذي تلقاه الجنود كان غير صالح للأكل»، ولا يسمح لهم بشراء الطعام، لأنها قاعدة تجنيد.
في الأثناء، آثار استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض «الڤيتو» في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار قدمته الجزائر لقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة موجة واسعة من الاستنكار الدولي والعربي، حيث، أعربت السعودية الجمعة عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار، معتبرة أنه «لا يقرب من السلام».
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة «تأسف لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة».
وأضافت ان «إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرب من السلام المنشود».
وجددت وزارة الخارجية السعودية المطالبة «باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة».
ونددت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بالڤيتو الأميركي، ورأت في ذلك «عدوانا صارخا» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».
ودانت حركة حماس في بيان: الڤيتو وأضافت أن الشعب الفلسطيني «سيواصل نضاله حتى يدحر الاحتلال وينتزع حقوقه ويقيم دولته الفلسطينية المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس».
كما أعرب الأردن الجمعة عن أسفه الشديد، وأكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان لها أن المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين الذي تقوضه إسرائيل، ما يجعل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجبا على مجلس الأمن لمنع إسرائيل من الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والدولة.
وقالت الوزارة إن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبول عضويتها في الأمم المتحدة حق ثابت للشعب الفلسطيني، ومسؤولية قانونية وأخلاقية على مجلس الأمن، خصوصا في هذا الوقت الذي تشن فيه إسرائيل عدوانها على غزة، وتستمر في إجراءاتها اللاشرعية التي تكرس الاحتلال وتقوض حل الدولتين وكل فرص تحقيق السلام العادل والشامل».
وأكدت الوزارة أن «تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني حتمية لن تسهم إعاقة تجسيدها إلا في إطالة الصراع وزيادة التوتر».
كما أكدت الوزارة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو تنفيذ لقرارات الشرعية ومجلس الأمن، التي تؤكد ضرورة تلبية حقوق الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال مبعوث روسي إن واشنطن وجدت نفسها في عزلة شبه كاملة بعد تصويتها ضد توصية مجلس الأمن الدولي بمنح فلسطين العضوية في المنظمة.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن «إن استخدام الوفد الأميركي لحق النقض هو محاولة غير مثمرة لوقف مسار لا يرحم من التاريخ. نتائج التصويت، عندما وجدت واشنطن نفسها معزولة تماما تقريبا، بدأت تتحدث عن نفسها».
وقال إن الولايات المتحدة مستعدة لغض الطرف عن جرائم إسرائيل ضد المدنيين في غزة حتى اللحظة الأخيرة وعدم ملاحظة النشاط الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية.
وقال نيبينزيا: «الهدف هو كسر إرادة الفلسطينيين، وإجبارهم على الخضوع دون قيد أو شرط لقوة الاحتلال، وتحويلهم إلى خدم ومواطنين من الدرجة الثانية، وربما إجبارهم على الخروج إلى الأبد من أراضيهم الأصلية».
وكانت الولايات المتحدة وضعت الخميس حدا لآمال الفلسطينيين الضئيلة في الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة إذ استخدمت، كما كان متوقعا، حقها في النقض (الڤيتو) في مجلس الأمن ضد هذا المطلب الذي سبق أن انتقدته حليفتها إسرائيل التي تخوض حربا في غزة.
ومشروع القرار الذي قدمته الجزائر والذي «يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة» أيده 12 عضوا وعارضته الولايات المتحدة وامتنع عن التصويت عليه العضوان الباقيان (المملكة المتحدة وسويسرا).
في غضون ذلك، استنكرت مجموعة السبع «G7» الجمعة «العدد غير المقبول من المدنيين» الذين قتلوا في غزة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي.
وقال وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان: «نأسف لكل الخسائر في أرواح المدنيين ونتابع بقلق بالغ العدد غير المقبول من المدنيين الذين قتلوا في غزة، وبينهم آلاف النساء والأطفال وأشخاص يعيشون أوضاعا هشة».