بلا شك أن النشأة الاجتماعية تحتاج إلى عملية تربوية قادرة على معالجة أي خلل يحدث أو يصيب الأبناء أثناء التربية.
إن أخطـــر أنواع التربية هي التفــرقة بين الإخوة والأبناء، خاصــة التفرقة بين الولد والبنــت، فهي بداية أخطاء التربية، كذلك هناك أخطاء أخرى يرتكبها الوالدان عندما تتم التفرقة في الأدوار، مثلا الابن الأكبر يعطى الصلاحية والدور الكامل في التسلط والسيطرة على بقية إخوته الذين هم يصغرونه سناً.
وهناك أيضا خلل آخر هو أن الابن الأصغر يتصدر العز والدلال، وهذا خلل خطير في التربية من الناحية النفسية وتأثيرها على الأبناء الآخرين، ومسكين الطفل الأوسط يكون حائرا لا يجد نفسه بين الأول والأخير، فغالبا ما يصيبه الإحباط إذا لم ينتبه الآباء إلى هذه الناحية.. والذي يؤسف له ويؤلم إذا كانت هناك قسوة واضحة من بعض الآباء فيحدث ما لا تحمد عاقبته.
كما يجب أن نعي تماما ألا نفرق بين الطفل السليم المعافى والآخر المريض أو المعتل صحيا، فهذا يسبب له جرحا وشرخا وإيذاء نفسيا، خاصة أن الطفل المريض يحتاج إلى عناية وعاطفة وحب أكثر من الأصحاء.. لذلك نحن نؤكد على الآباء وننصح بأن التذبذب في معاملة الأبناء ما بين القسوة الشديدة والتدليل السلبي حسب الحالة المزاجية يخلق نوعا من التوتر النفسي للأبناء بعضهم لبعض.
ونحن ننصح الآباء إذا أرادوا أن ينجحوا في تربية أبنائهم التربية الصحيحة فلابد لهم أن يكون تعاملهم مع أبنائهم وفقا لمعايير التفوق والطاعة، فيجب ألا يعطى المتفوق أكثر رعاية من الآخرين، لأنه لا بد في ذلك ظلم، كما هناك أيضا فروق فردية تحدث في الأبناء، لذلك يجب أن يعاملوا جميعا في مبدأ الثواب والعقاب، وأن تكون العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع حتى يخلق روح المبادئ والمنافسة الشريفة والاعتماد على النفس بين الأبناء، وكل هذا العمل التربوي يبني عقولا ناضجة وشخصية جديدة للأبناء، تظهر بوادرها في القيادات الناجحة البعيدة كل البعد عن كل التوترات والإحباطات النفسية التي تعرقل الانطلاقة الفكرية للنشء.