سؤال يطرح نفسه.. السلع الفاخرة.. استثمار أم إهدار للمال العام؟ يمثل اقتناء «السلع الفاخرة» بما في ذلك الأعمال الفنية والساعات الغالية شغفا بالنسبة للعديد من الأثرياء وفاحشي الثراء «الاوليغارشيه» حول العالم، حيث يدفع البعض منهم مئات الملايين من الدولارات من أجل عمل فني نادر أو ساعة ثمينة مرصعة بالألماس والاحجار الثمينة بمواصفات خاصة (Limited edition).
فقد توافد عشاق الساعات الثمينة مؤخرا إلى جنيف بسويسرا، لمعرض الساعات والعجائب الذي انتهى في 15 أبريل من الشهر الجاري، مسجلا بذلك أرقاما قياسية جديدة ونغمة إيجابية للصناعة بشكل عام. بالإضافة إلى الزيادات المطردة والقياسية في عدد العارضين والزوار والتذاكر المبيعة، لحضور معرض الساعات والعجائب السنوي (Watches and Wonders).
كما شهدت الساعات النسائية شيئا من التحول في السنوات الأخيرة، حيث تجاوزت مدرسة التصميم الفكرية التي عفى عليها الزمن والتي كانت تقوم على مبدأ «تصغيرها وطلائها باللون الوردي»، اليوم أصبحت عروض الساعات الفاخرة للنساء أكثر اهتماما ورُقيا وطلبا وبالطبع الأكثر ثراء في العالم.
الصين.. نجم سوق السلع الفاخرة: أظهرت بيانات صادرة عن شركة الاستشارات «باين آند كومباني» أن نحو 21% من الإنفاق الاستهلاكي العالمي على السلع الفاخرة جاء من البر الرئيسي الصيني خلال العام الماضي، متوقعة أن تصبح الصين أكبر سوق للسلع الفاخرة في العالم بحلول 2025.
هذه التوقعات جاءت بفضل عدد الأثرياء المتواجد في الصين، كما جاءت ايضا بفضل الإنفاق في المنطقة الحرة في جزيرة «هاينان» الجنوبية، حيث إنها شكلت 13% من حجم انفاق المستهلكين الصينيين على السلع الفاخرة في 2021.
حجم سوق السلع الفاخرة عالميا: تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2025 سينمو سوق السلع الفاخرة في مناطق آسيا والمحيط الهادئ لتحتل الصين بذلك المركز الأول متفوقة على أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وعلى سبيل المثال يقدر حجم سوق الساعات الفاخرة بـ 39.53 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 51.70 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029.
وبإلقاء الضوء على الربع الأول من العام الحالي 2024، تأتي النتائج الفصلية وسط مخاوف بشأن تباطؤ عالمي مطول، والذي أثر سلبا على أداء أسهم شركات السلع الفاخرة السنة الماضية، إذ حذرت شركة «كيرينغ»، الشهر الماضي، من أن مبيعات علامتها التجارية «غوتشي» ستنخفض بنحو 20% في الربع الأول من العام الحالي، بسبب الهبوط الحاد بأكثر من المتوقع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
[email protected]