أنهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المدمر، يومها الـ 200 بمزيد من الغارات والقصف من شماله إلى جنوبه، فيما تترنح مفاوضات التهدئة الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار وزيادة المساعدات المدخلة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى عدم السماح لإسرائيل بإعادة احتلال غزة واتخاذ خطوات في هذا الإطار، مؤكدا أن «احتلال إسرائيل لغزة أو الاستيلاء عليها يفتح الباب أمام احتلالات أخرى.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، شبه أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالزعيم النازي «أدولف هتلر»، معتبرا أن حلفاء إسرائيل لن يفلتوا من العدالة.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الدوحة بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في هذه المرحلة، مؤكدا التزام بلاده بجهود الوساطة وبالعمل لمنع مزيد من الانهيار الأمني بالمنطقة.
وأضاف الأنصاري - في مؤتمر صحافي - أن بلاده أبدت إحباطها من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة خاصة الجهود المبذولة من قطر، موضحا أن وزراء في حكومة نتنياهو أدلوا بتصريحات سلبية عن الدور القطري.
وأكد أن الدوحة لا يمكنها القبول بأي تصريحات لا تتوافق مع حقيقة دورها في جهود الوساطة، مشددا على أنها لن تقبل استخدامها من أجل التموضع السياسي أو لأغراض انتخابية من أي طرف كان.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية القطرية، بأن الهجوم على الوسيط يظهر عدم الالتزام الجدي بالتوصل إلى اتفاق، كما يظهر غياب العزيمة بالعمل الإيجابي للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن التحدي الأول أمام الوساطة هو أن تكون لدى الطرفين جدية ومرونة للتوصل إلى نتيجة.
وأعرب الأنصاري عن إحباط الوسطاء بسبب عدم التوصل إلى اتفاق تبادل في شهر رمضان، بعد استمرار جولات المفاوضات في الدوحة والقاهرة الشهر الماضي. وأفاد بأن فرق التفاوض بشأن الحرب في غزة غير موجودة حاليا بالدوحة.
وفي حديثه عن دور محتمل لتركيا بجهود الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، قال الأنصاري: إن التنسيق مستمر مع أنقرة بشأن سبل وقف الحرب، وان تركيا من أهم الدول الداعمة لجهود الوساطة التي تقودها قطر لوقف الحرب على غزة.
وتعليقا على تقارير حول احتمال نقل المكتب السياسي لحركة حماس إلى دولة أخرى ومغادرة قادتها قطر، قال المتحدث إن المكتب سيبقى و«طالما أن وجودهم هنا في الدوحة مفيد وإيجابي لجهود الوساطة فإنهم سيبقون هنا».
وفيما يتعلق بتهديد إسرائيل باجتياح رفح، قال الأنصاري إن التصعيد يؤدي الى تعثر المفاوضات وإمكانية التوصل إلى اتفاق وتدهور أكبر في الوضع الإنساني، مشددا على أن المجتمع الدولي عليه العمل لوقف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح المكتظة بالنازحين.
وكانت حركة حماس أدانت أمس الأول تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقالت إنها محاولة لتحميل الحركة مسؤولية تعطيل الوصول إلى اتفاق، وذلك ما يتناقض مع مواقف الحركة المرنة لتسهيل الوصول إلى اتفاق، والتي اصطدمت بتعنت ومماطلة نتنياهو.
إلى ذلك، دعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة بمجمع الشفاء ومجمع ناصر، وقال إن تدمير أكبر مجمعين طبيين بقطاع غزة «مرعب».
وشدد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان، على الحاجة إلى «تحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة» في هذه الوفيات وفي «المناخ السائد من الإفلات من العقاب».
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس ارتفاع حصيلة الضحايا بقطاع غزة «إلى 34183 شهيدا غالبيتهم من المدنيين وعدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 77143 جريحا جراء الحرب الضارية بيومها الـ 200 في قطاع غزة».
ولم توضح الوزارة ما إذا كان هذا العدد يشمل جثامين الأشخاص الذين يتم انتشالهم من المقابر الجماعية بمجمع ناصر الطبي في خان يونس والذين تجاوزوا الـ 310. وأشار الدفاع المدني في القطاع، إلى وجود 3 مقابر جماعية داخل أسوار المجمع، وأن عدد الجثث التي تجري عمليات البحث عنها يقدر بالمئات. وقد أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، عن شعوره بـ «الفزع من التقارير عن وجود مقابر جماعية في مستشفى ناصر بخان يونس». وأشار إلى أن «معظم ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة في الأيام القليلة الماضية نساء وأطفال»، محذرا من توغل واسع النطاق في مدينة رفح، لأنه قد يؤدي إلى مزيد من الجرائم البشعة.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، صبيحة ما يسمى عيد الفصح اليهودي الذي صادف أمس.
وقالت قناة «الجزيرة» إن عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك شارك في اقتحامات المسجد الأقصى.
ويمتد الفصح اليهودي الذي يسمى بالعربية «العبور» لمدة 7 أيام، أولها كان أمس الثلاثاء.