سألت أختها الكبرى وهي ممددة على فراشها تراقب شجرة بالقرب من نافذتها: كم ورقة باقية على الشجرة؟
فأجــابت الأخــت بعين ملؤها الدمع: لماذا تســألين يا حبيبتي؟!
أجابت الطفلة المريضة: لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة!
ردت الأخت وهي تبتسم: إذن حتى ذلك الحين سنستمتع بحياتنا ونعيش أياما جميلة.
مرت الأيام.. وتساقطت الأوراق تباعا.. وبقيت ورقة واحدة.
ظلت الطفلة المريضة تراقبها ظنا منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه هذه الورقة سينهي المرض حياتها.
انقضى الخريف.. وبعده الشتاء.. ومرت السنة.. ولم تسقط الورقة.
والفتاة سعيدة مع أختها.. وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد!
حتى شفيت تماما.. فكان أول ما فعلته أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط!
فوجدتها ورقة بلاستيكية ثبتتها أختها على الشجرة!
نعم، إنه الأمل الذي يزرع روح أخرى متفائلة، يصنع المعجزات ويقذف في القلب الرضا والسعادة، ونحن هنا نتكلم عن الأمل بالله والتوكل عليه واليقين بأن الله لا يريد بنا إلا الخير.
تأمل بقول الشاعر:
ربّ أمرٍ تتقيه
جرّ أمراً ترتضيه
خَفِيَ المحبوبُ منه
وبدا المكروهُ فيه
نعم، فإن ثقتنا بالله كبيرة ولن يخيب الله رجاءنا، فقد قال سبحانه سيجعل الله بعد عسر يسرا، قيل «لو استجمعت يأس العالم في قلبك، لذهب به الإيمان بهذه الآية».
واستمع للعلامة الشنقيطي حين قال: «والله ما قرع البار بابا من الخير إلا فتحه الله في وجهه، ولا سلك سبيل طاعة إلا يسرها الله له»، فإن عشت لله وبالله وفي الله حياتك واثقا ومتوكلا ومتفائلا.. فسيسود في صدرك برد اليقين.
واعلم أنه: «من عامل الله باليقين عامله الله بالمعجزات»
لذلك نقول لك: تنفس بـ «لا إله إلا الله».
وعاتب نفسك.. بـ «أستغفر الله».
وتألم.. بـ «لا حول ولا قوة إلا بالله».
وتعجب.. بـ «سبحان الله».
وافرح.. بـ «الصلاة على رسول الله».
واحزن.. بـ «إنا لله وإنا إليه راجعون».
وابدأ.. بـ «بسم الله».
واختم.. بـ «الحمد لله».
لتكن أعمالك لله ومع الله يكن الله معك.
أسال الله أن يرضى عني وعنكم ويرزقنا الرضا والتفاؤل والأمل ويبعد عنا السخط واليأس والقنوط يا رب.