مرت علينا الذكرى الثالثة عشرة على رحيل رجل الأعمال العم ناصر محمد الخرافي، أحد رجالات الكويت الكرام، والتي نستذكر من خلالها تلك الشخصية الوطنية والإنسانية التي جمعت واحتضنت كل أطياف المجتمع الكويتي، ففي الاقتصاد صنعت تجارب النجاح الحقيقية، لتبلور مشاريع استثمارية عملاقة محليا وعربيا ودوليا.
وفي الجانب القيادي كانت تلك الشخصية الفذة قريبة من الجميع، لم تصنع الثروة والحضور في قائمة أثرياء العالم فحسب، بل أوجدت الفكر المستنير والمواقف الصلبة الثابتة التي لا تتغير، وفي الجانب الإنساني كانت مبادراته الخيرية والأيادي البيضاء مستمرة وقائمة وصلت إلى مواقع وأماكن كثيرة في الكويت وفي أنحاء العالم.
وفي الجانب الاجتماعي، كان التواضع والابتسامة الدائمة والأخلاق الرفيعة طرزت شخصية الراحل، وحببت وقربت الناس إليه، كما أن الراحل عمل طوال حياته لخدمة الكويت وأهلها، فكان أحد أبناء الكويت المخلصين الأوفياء، وذا رحلة حافلة بالعطاء والإنجازات، وذا دور بارز في بناء الكويت الحديثة.
احتلت تلك الشخصية ذات الطراز الرفيع، قلوب ووجدان أهل الكويت، وطوال فترة مسيرة حياته، كان ذا مواقف مشهودة، والتي ستظل راسخة في ذاكرة تاريخ الكويت والوطن العربي والعالم، وتستذكره الأجيال المتعاقبة كنموذج رفيع في النجاح الاقتصادي، كذلك كان له دور لافت وملموس في مسار التنمية في دولة الكويت، من خلال إسهاماته الكثيرة، فكان أحد أعمدة الاقتصاد الكويتي.
إن قصة النجاح والرؤية الاستراتيجية أثبتت أن الشخصية القيادية للراحل ناصر الخرافي، كانت أحد النماذج الاقتصادية المشرقة التي عملت وتحركت واجتهدت بكل كفاءة لإدارة مجموعة الخرافي نحو الآفاق المحلية والإقليمية، إلى جانب دخول المنافسة العالمية على الكثير من المشاريع المتعددة.
ومكنت إدارته الحصيفة للمجموعة من تحقيق مكانة مرموقة في الأسواق العالمية كرئيس لمجموعة كويتية صنع من خلالها أحداثا اقتصادية غيرت وجه الزمان والمكان ليس في الكويت فحسب، إنما على مستوى العالم العربي والإقليم ككل، كما تربعت تلك الشخصية على قائمة أثرياء العالم عدة مرات.
رحم الله الفقيد العم ناصر محمد الخرافي.