دشن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مشروعا لتوليد الطاقة والري امس في سريلانكا التي يزورها قادما من باكستان من دون وزير الداخلية المطلوب لاتهامه بالضلوع في هجوم وقع في الأرجنتين في 1994.
وقالت سلطات الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، إن أحمد وحيدي الذي رافق رئيسي في زيارة رسمية لباكستان استمرت ثلاثة أيام، ليس ضمن الوفد الإيراني الموجود في سريلانكا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن وزير الداخلية عاد إلى إيران حيث حضر مراسم تنصيب حاكم منطقة.
وطلبت الحكومة الأرجنتينية من باكستان وسريلانكا توقيف وحيدي المتهم بالضلوع في الهجوم على مركز يهودي في بوينوس آيرس في 1994. وأصدر الإنتربول نشرة حمراء في حقه لتوقيفه بناء على طلب الأرجنتين.
واعتبرت إيران امس أن طلب الأرجنتين من الإنتربول توقيف وحيدي «غير قانوني».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان أن بلاده «تدين بشدة تكرار الطلبات غير القانونية المبنية على أكاذيب.. من قبل بعض القضاة الأرجنتينيين بشأن مواطنين إيرانيين في قضية أميا» وهي «الجمعية التعاضدية الإسرائيلية - الأرجنتينية» في بوينوس آيرس التي استهدفها الهجوم.
عند وقوع الهجوم الذي خلف 85 قتيلا كان وحيدي يرأس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
ونفت إيران أن تكون ضالعة في هذا الاعتداء، ورفضت دائما السماح باستجواب ثمانية مسؤولين سابقين وجهت إليهم المحاكم الأرجنتينية اتهامات ومن بينهم الجنرال وحيدي والرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني.
وحطت طائرة رئيسي امس في جنوب الجزيرة على بعد دقائق بالسيارة من مجمع أوما أويا للطاقة الكهرمائية الذي تموله إيران جزئيا وتبنيه شركة فاراب الإيرانية.
وهو أول رئيس إيراني يزور هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ محمود أحمدي نجاد في 2008.
وخلال مراسم الافتتاح التي بثت مباشرة عبر التلفزيون الوطني، أزاح رئيسي الستار عن لوحة تذكارية بمناسبة بدء تشغيل مجمع أوما أويا، بحضور الرئيس السريلانكي.
وأوضح رئيسي أن «سريلانكا الدولة الصديقة هي من قامت بتمويل ومتابعة المشروع، بينما قدمت ايران الامكانيات الفنية والهندسية والعلمية والمعرفية في هذا السياق».
وأضاف أن «على الرغم من أن عملية انشاء سد اوما اويا انجزت في إطار مشروع ضخم، إلا أن الأهم في ذلك هو التضامن والتعاطف والعمل الجماعي الذي تحقق بين البلدين والشعبين الآسيويين (الايراني والسريلانكي)».
ولفت رئيسي إلى أن «العدو لا يريد التقدم للجمهورية الاسلامية، الا ان ارادة الشعب الايراني أفشلت مؤمراته، ودفعت بالبلاد نحو الأمام».
إلى ذلك توجه رئيسي إلى كولومبو لإجراء محادثات مع نظيره السريلانكي رانيل ويكريميسينغه، حيث أطلقت 21 طلقة مدفعية في استقباله.
وأعلن مكتب الرئيس السريلانكي أن زيارة رئيسي ترمز إلى «التعاون بين البلدين في الجهود المهمة في سبيل البنى التحتية».
من جهة اخرى، رفض ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، امس اتهامات الحكومة الأميركية «التي لا أساس لها» ضد أفراد إيرانيين وشركات إيرانية بالتورط في هجمات إلكترونية ضد شركات أميركية.
صرح كنعاني بذلك بعدما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية امس الاول عقوبات على شركتين إيرانيتين و4 أفراد إيرانيين بتهمة «التورط في أنشطة إلكترونية خبيثة بالنيابة عن القيادة الإلكترونية للحرس الثوري الإيراني» ضد شركات وكيانات حكومية أمريكية.
وأوضح أنه لا يمكن للولايات المتحدة تشتيت موجة النقد العالمية ضد «دعمها غير المحدود لجرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية» عن طريق وضع تصنيفات «لا أساس لها» على أفراد إيرانيين ومؤسسات إيرانية.
ودعا حكومة الولايات المتحدة إلى وقف دعمها العسكري والمالي والسياسي لإسرائيل، وإعادة النظر في سياساتها، والتصرف بمسؤولية، بدلا من إلقاء اتهامات «باطلة» على الدول الأخرى.