حظيت زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، باهتمام أردني كبير على المستويين الرسمي والشعبي على حد سواء، وتصدرت هذه الزيارة أخبار الصحف والقنوات الإعلامية في كثير من الدول الإقليمية كونها الزيارة الأولى التي يقوم بها صاحب السمو الأمير منذ تولي سموه مقاليد الحكم لدولة خارج نطاق الخليج العربي، وهذا ما كشف عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والارتباط الدائم والسعي إلى توطيد العلاقات بين البلدين وتدعيمها.
وتناولت الصحف والقنوات ووكالات الأنباء الأردنية ومواقع التواصل الاجتماعي الزيارة بترحيب كبير وسعادة بالغة، مؤكدة على أهمية الزيارة الكبيرة من حيث التوقيت والموضوع في ظل ما تتعرض له المنطقة من أحداث، ومبينة أهمية القضايا الثنائية والإقليمية التي ستطرح على طاولة الحوار والتشاور، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات غير مسبوقة خاصة العدوان الإسرائيلي على غزة والجهود المبذولة لوقف هذا العدوان، ودور العمل المشترك بين البلدين والتناغم والتطابق في وجهات النظر والاعتدال تاريخيا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والسعي لتحقيق مصلحة الشعبين ومصالح الشعوب العربية بشكل عام.
كما تناول الكثير من الكتاب الأردنيين الحديث حول التعاون والتنسيق بين البلدين، حيث تطرقوا للحديث عن الزيارات الرمضانية السنوية للملك عبدالله إلى الكويت، والتشاور المستمر في الجانب الاقتصادي، وأشاروا إلى الاستثمارات الكويتية في الأردن التي يصل حجمها إلى نحو 20 مليار دولار، إضافة إلى عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الأردنية والعمالة الأردنية في الكويت. وبين الكتاب الأردنيون في مقالاتهم عن مكانة الكويت وحجمها الكبير بعطائها وموقعها على خريطة العلاقات الدولية، ومواقفها المشرفة تجاه الأردن في الكثير من الظروف الصعبة التي عاشتها المملكة الهاشمية. ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من الترحيب البالغ بضيف الأردن الكبير والتعبير عن حبهم للكويت وللشعب الكويتي، متمنين لصاحب السمو الأمير طوال العمر ودوام الصحة والتوفيق، وهو الأمر الذي يكشف تناغم الشعبين مع قيادة كل من البلدين.
وقد استقبل صاحب السمو الأمير بحفاوة واستقبال استثنائيين، ما يؤكد مكانة دولة الكويت وقيادتها وشعبها في نفوس الأردنيين، حيث كان في استقباله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي العهد الحسين بن عبدالله وعدد غفير المسؤولين الأردنيين من الوزراء والنواب والأعيان وقادة القوات المسلحة، وأطلقت القذائف المدفعية ترحيبا بصاحب السمو الأمير وزينت السماء بطائرات سلاح الجو الأردني وعزفت فرقة موسيقى القوات المسلحة الأردنية السلام الأميري الكويتي والسلام الملكي الأردني، وقام سمو الأمير وأخوه الملك عبدالله وولي العهد باستعراض كتيبة المراسم الملكية وحرس الشرف. وكان برنامج الزيارة حافلا بالتنقل للكثير من مراكز القوة والتأثير في المملكة، كما في الدول التي قام بزيارتها من قبل، وهو ما يوضح دور الكويت وتأثيرها على القضايا العربية والإقليمية ويعزز حجمها الكبير والمؤثر، ويؤكد النظرة الثاقبة لسمو الأمير في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن الحفاوة التي تلقاها صاحب السمو الأمير ليس فقط في الأردن، بل في جميع الدول التي قام بزيارتها لها الأثر الكبير في نفوس الكويتيين، حيث تعكس مكانة الكويت ومكانة سمو الأمير الذي ترعرع في الجو السياسي المؤثر منذ نعومة أظفاره، وما هذه المكانة التي نشهدها لسموه في الدول العربية سوى إحدى ثمار جهوده وتفانيه في الحفاظ على العلاقات الإيجابية بين الأشقاء، وسعيه الدائم لتأكيد اللحمة فيما بينها.