شاهــدنا المظـــاهرات والاعتصامات الداعمة للقضية الفلسطينية ومنـاهضة لعدوان العصابات الصهيونية على غزة وفلسطين والتي تجاوز عدد الجامعات الأميركية التي شهدتها لـ 75 جامعة، وهو أمر لو تعلمون عظيم!
وشاهدنا كذلك رد فعل إدارات تلك الجامعات من تجاوزهم للخطوط الحمراء والمحرّمة لديهم وذلك باستدعائهم لقوى الامن للدخول للحرم الجامعي لإيقاف تلك المظاهرات السلمية، واعتقال الطلبة وأعضاء هيئة التدريس لمشاركتهم فيها، وهو الامر الذي يعطي الكثير من المؤشرات والدلالات.
لقد ثبت فعلاً أنه لا يوجد اقوى من الحقيقة، ولا يوجد مدى لتأثيرها على الانسان الحر الذي يملك رأيه وقراره، فكل انسان سوي وعاقل لا يقبل بأن يعيش في حياة يموج فيها النفاق والكذب والتضليل. وان اكتشف صاحب الضمير الحي انه مخدوع فستكون صدمته كبيرة، وستكون ردة فعله اكبر وأخطر!
وهذا ما حدث للمتظاهرين والمعتصمين في الجامعات الاميركية الـ75، وغيرها الكثير في فرنسا وبريطانيا وألمانيا. شاء الصهاينة ام لم يشاؤوا، فالحقيقة هي ان العالم صحا من غفوته، بعد 7 اكتوبر2023، عندنا ظهرت دولة الاحتلال عارية تمامًا! وكشفت عن عوراتها وجرائمها الدموية وممارساتها السادية الاجرامية التي شاهدها المجتمع الدولي.
نعم .. لقد صُدِمت الشعوب الاوروبية والغربية، بعد ان عرفت انهم كانوا يعيشون في وهم وكذب وتدليس وخداع، واكتشفوا انهم كانوا يدعمون الجانب الظالم طوال الوقت، بحجة عدم معاداة السامية، خصوصا بعد قصف المساكن والمستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، والتهجير والتجويع والجثث والأشلاء والمقابر الجماعية، والتبريرات غير العقلانية للإبادة الجماعية، لذلك نلمس ردود أفعال متغيرة على النطاق الديبلوماسي كمشروع الاعتراف بدولة فلسطين، كعضو كامل العضوية في منظمة الامم المتحدة والذي كاد ان ينجح لولا حق النقض (الفيتو) الأميركي، وأيضا رغبة العديد من الدول الاوروبية والغربية في الاعتراف الكامل والمنفرد بدولة فلسطين، والتي لم تكن تلك مواقفهم في السابق.
وسأتفاءل .. لأتوقع انه في حال استمر الصمود الاسطوري، ففي القريب سنرى نتائج كذلك في المجتمعـــات الاوروبـــية والامـــيركية والعالمية، ما سيؤدي الى تغيـــير في المواقف والسياسات الحكومية، نظرًا لوعي الشعوب التي تضغط بكل ما تملك من قوة.
لقد اصبحت كلفة الوقوف مع الصهاينة عالية، ولن تتمكن تلك المجتمعات من قبول ما يحدث، لإحساسهم بأنهم خدعوا، وغسلت عقولهم ونهبت اموال ضرائبهم لسنوات طويلة.
ولــذلك كنا ومازلنا وسنبقى مؤمنين بأن غزة انتصرت إعلامياً في نشر الوعي وتغيير المواقف والسياسات وذلك بصمودها وعزتها في معركة الحقيقة والوعي.
وكنا ومازلنا وسنبقى في صف فلسطين وغزة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، وسندعم المرابطين الصامدين إلى الأبد.
والمهم ان نظل متمسكين ومؤمنين بقضيتنا حتى نحقق النصر يوما بدولة فلسطين من النهر إلى البحر، وعاصمتها القدس.
فلـــسطين ليست للبيع ولن تكون، ولو تخلى الجميع عن القـــضية فنحــن سنبقى نشتريها ونشتريها ونشتريها.
[email protected]