لا شك أن نجاح أي علاقة إنسانية أو اجتماعية يتوقف على ثلاثة معايير مهمة ألا وهي:
ـ سد حاجات العلاقة.
ـ مراعاة الحالة الاجتماعية (الدور الاجتماعي) للفرد.
ـ الوقوف عند حدود العلاقة.
فتلك المعايير الثلاثة يجب الأخذ بها ووضعها في الاعتبار عند كلا الطرفين المختلفين في أدوارهما الاجتماعية، سواء كانت العلاقة زوجية أو الوالد وولده، أو الأخ الكبير والآخر الصغير، أو الموظف ورئيسه المباشر، أو أي شخصين بينهما علاقة إنسانية بمختلف أدوارهم الاجتماعية.
إن أول ما ينهي الصراع القائم بين الطرفين في العلاقة هو سد الحاجات النفسية والاجتماعية لكل طرف، فالحاجات أمر مهم في تحقيق التوازن الداخلي لكل فرد، وبالتالي يمنع ذلك التوتر والاضطرابات النفسية التي يتعرض لها كل فرد سواء كان طفلا، أو امرأة، أو رجلا، فطالما سدت الحاجات النفسية والاجتماعية لكلا الطرفين قل الصراع واضطرابات التصادم بين أي علاقة، وذلك ما يسمى بتبادل العطاء في ضمان المصالح الشخصية بين «المتصل والمستقبل»، حيث إن البر على قدر العطاء، والاحترام على قدر الالتزام، والاهتمام على قدر الاحسان.
كذلك مراعاة الحالة الاجتماعية للطرف الآخر، أي دوره الاجتماعي، اقتداء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر» (رواه الترمذي)، فالصغير عليه الاحترام والبر والإحسان مقابل رحمة الكبير للصغير والإحسان إليه.
ومن الأمور المهمة أن يعرف كلا الطرفين حدود العلاقة بينهما، وهي تكمن في الحدود الشخصية لكليهما، حيث الأم والأب يوجب لهما الإحسان واحترام قوانينهما الاجتماعية وحقهما في الطاعة وخفض جناح الرحمة لهما، كذلك الأبناء حقهم في الاحترام والاهتمام ومساحة الحرية المقدرة لهم، كذلك على سبيل علاقة أخرى العلاقات الوظيفية، فالاحترام واللين والتواضع والتسامح بين الأطراف المتباينة في الأدوار والتعليم والثقافات الاجتماعية والعرقية المختلفة أمر مهم في التكافل المجتمعي الذي هو أساس التنمية والتطور والرقي.
إن فهم كل فرد تلك المعايير وطبقها في علاقاته فهو بذلك حقق الأهداف الإسلامية المهمة والأساسية والرئيسية في بناء العلاقات الأسرية والمجتمعية ألا وهي: التكافل، والعدل، وسيادة الأمن والاستقرار.
lines_title@