إبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت الحبيبة تجلت الوحدة الوطنية في أروع صورها، وبدا المجتمع الكويتي متماسكا بكل طوائفه، ملتفا حول قيادته الشرعية رافضا الغزو والغزاة، ولم يستطع العراقيون الصداميون ان ينفذوا إلى هذا الشعب او يجدوا متعاونا واحدا معهم، وتحرك الجميع لمواجهة الغزاة وضربوا اروع الامثلة بالبطولة والفداء، مقدمين الكويت على كل ما سواها.
ولم يكن هذا السلوك غريبا على الكويتيين، فهم على امتداد تاريخهم لم يعرفوا الفرقة والانقسام ولم يعرفوا ولاء إلا للكويت ولأسرة الصباح. والذي نعرفه ان الدين لله سبحانه وتعالى والكويت لأهلها، فالكويت تسعنا جميعا، وكتابنا واحد هو القرآن الكريم، ونبينا واحد محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا يبحث البعض عما يفرقنا ويهمل ما يجمعنا؟!
فالله والاسلام ونبينا وكتابنا يجمعنا جميعا، أما أوجه الخلافات الفقهية فهي لا مكان لها في حياتنا اليومية وعلاقتنا الاخوية ببعضنا البعض، إن نظرة الإسلام للانبياء والرسالات من قبله تتجلى في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «مثلي ومثل الانبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارا فأتمها الا موضع لبنة انا موضع اللبنة جئت فختمت الانبياء»، هذا موقف نبينا من الديانات السابقة؟!
فالكويت منذ القدم ولاء شعبها لوطنهم فقط، إن الكويت لا تحتمل بذور الشتات والفرقة، وهناك أمثلة أمامنا لدول مزقتها الفتن وشردت اهلها في بقاع العالم بأسره، فرارا من الحرب الاهلية التي كانت نتيجة لهذه الفتن والنعرات.
فلتكن اقلامنا حرابا تدفع عن الكويت، وتدفع أي فكر مريض يفد الينا من الخارج ليحاول تقسيم المجتمع الكويتي، ولابد ان نبذل الغالي والنفيس للكويت الحبيبة، فالكويت باقية ونحن زائلون، قال تعالى (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه اللهم آمين.
[email protected]