أمر الإسلام الوالدين برعاية الاولاد وتربيتهم ووقايتهم من الهلاك في الدنيا والآخرة، فقال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا)، والطفل يولد على الفطرة مجردا من مكتسبات العقل والوجدان والشعور، ثم يأخذ في رصد من حوله عن طريق منافذ الإدراك المختلفة، قال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، وأول ما يتلقاه الطفل أن ينطق بصيغة التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأن يتعلم قوله تعالى (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا)، وتنمي في نفس الطفل غرائز الخوف والمراقبة والمحبة والتدبر في ملكوت الله عز وجل، وترويضه على الصلاة لسبع سنين، وتتعلم البنات أخلاق الاحتشام والحياء واللباس والحجاب وعدم التبرج، (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)، (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)، وأن يقرأ عليهن سورة النور لمعرفة ما فيها من احكام تخصهن ثم يرغب الوالدان الأولاد في التعليم (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وحين يبلغ الصبي خمسة عشر عاما وتحيض الأنثى يصل الشباب الى مرحلة النضج والبلوغ والرشد والتكليف، ويتدبر الشباب وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس ووصية لقمان لابنه وغيرها ليكون شابا قويا يصارع هوى نفسه وشيطانه فيصير صالحا وينشأ في عبادة الله «وشاب نشأ في عبادة الله» (حديث البخاري).