يمني باريس سان جرمان النفس بتعويض خسارته 0-1 ذهابا وبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية فقط في تاريخه، وذلك حين يستضيف بوروسيا دورتموند في إياب الدور نصف النهائي، ما سيمنح نجمه كيليان مبابي فرصة توديع ناديه بأفضل طريقة.
وصل سان جرمان إلى نهائي دوري الأبطال مرة واحدة عام 2020 حين خسر أمام بايرن ميونيخ 0-1 في لشبونة خلف أبواب موصدة بسبب تداعيات جائحة كورونا.
لكن الوضع مختلف الآن، لأن النهائي سيقام على الملعب الأيقونة «ويمبلي» في الأول من يونيو أمام 90 ألف متفرج، حيث سيحصل مبابي على فرصة الثأر من بايرن في حال تأهل الأخير وسان جرمان إلى موقعة اللقب على حساب ريال مدريد (2-2 ذهابا في مدريد) ودورتموند تواليا.
والوصول إلى «ويمبلي» سيمنح مبابي فرصة توديع سان جرمان بأفضل طريقة بعدما قرر عدم مواصلة المشوار مع النادي الذي وصل اليه قبل سبعة أعوام من موناكو، وجعله ثاني فريق فرنسي فقط يحرز اللقب الأهم على صعيد الأندية بعد مرسيليا المتوج عام 1993 على حساب ميلان. أبلغ مبابي النادي في فبراير الماضي بنيته الرحيل عن «بارك دي برانس» عندما ينتهي عقده في نهاية الموسم، مختتما مشوارا غزيرا مع فريق مسقط رأسه والذي بدأ عندما وقع من موناكو عام 2017.
أصبح مبابي، قائد المنتخب الفرنسي البالغ من العمر 25 عاما، أفضل هداف في تاريخ سان جرمان بعدما وصل رصيده إلى 255 هدفا في 305 مباريات حتى الآن، بينها 43 هذا الموسم فقط.
مشواره في دوري الأبطال قاده إلى تسجيل 48 هدفا حتى الآن، بينها ستة مع موناكو خلال موسم 2016-2017، وستكون مباراة الإياب الثلاثاء ضد دورتموند الفرصة المثالية بالنسبة للوصول إلى نصف المئوية من الأهداف في المسابقة القارية الأم.
لم يقدم فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي أفضل أداء له عندما خسر 0-1 في ألمانيا الأسبوع الماضي، وأصبح الضغط عليه كمرشح أوفر حظا في هذه المواجهة مع بطل عام 1997 ووصيف عام 2013 لقلب النتيجة على أرضه.
وتكرار ما حدث عندما استضافوا دورتموند في دور المجموعات سبتمبر الماضي سيكون كافيا لبلوغ النهائي، إذ فاز رجال إنريكي في حينها 2-0 حيث سجل مبابي الهدف الأول من ركلة جزاء.
كانت قرعة هذا الموسم أفضل ما يمكن بالنسبة لسان جرمان، حيث كان ريال سوسييداد المنافس الأقل خطورة عليه في ثمن النهائي ودورتموند هو أفضل ما يمكن أن يتمناه في نصف النهائي إذا ما تمت مقارنته بالفرق الأخرى.
ومع ذلك لا يمكن الاستهانة أو التقليل من حجم الانجاز الذي حققه في ربع النهائي حين أذل برشلونة الإسباني في ملعبه 4-1، معوضا خسارته 2-3 ذهابا في باريس.
وفي حين أن كل الأنظار ستتجه كالعادة نحو مبابي، فإن مفتاح سان جرمان لتعويض خسارة أخرى في الذهاب سيكون الدفاع.
وتعرض فريق إنريكي لضربة قوية بإصابة لوكاس هرنانديز بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى أثناء محاولته إيقاف تسديدة نيكلاس فولكروغ في الذهاب، ما سيبعده عن الملاعب لأشهر عدة.
وقد يكون الوضع البدني من العوامل الأخرى التي تصب في صالح سان جرمان الذي حسم لقب الدوري الفرنسي، إذ تم تأجيل مباراته في عطلة نهاية الأسبوع أمام نيس لمنحه فرصة الاستعداد لما ينتظره الثلاثاء، فيما كان دورتموند مشغولا في معركة التمسك بالمركز الخامس الذي بات مؤهلا إلى دوري الأبطال، حيث حقق فوزا كاسحا على أوغسبورغ 5-1.