محمود عيسى
ذكرت مجلة ميد أن الطاقة النووية ستساعد دول المنطقة على تحقيق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى ان الطاقة النظيفة جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي ستتعزز أهميتهما إذا أرادت دول الخليج الحفاظ على مكانتها العالمية في مجال الطاقة.
وأشارت المجلة إلى ان الذكاء الاصطناعي اصبح عاملا متزايد الأهمية في تقدم البرامج النووية المدنية في الإمارات والسعودية على وجه الخصوص، ففي الأسبوع الماضي، أفادت تقارير بأن الإمارات تدرس بدء عملية المناقصة للمرحلة التالية من مشروع محطة الطاقة النووية لديها هذا العام، بعد الانتهاء من تحميل الوقود في المفاعل الرابع والأخير لمحطة البركة للطاقة النووية في أبوظبي.
وعند تشغيلها بكامل طاقتها، ستساهم المفاعلات الأربعة في محطة البركة بإجمالي ما يقرب من 5600 ميغاواط من قدرة توليد الطاقة لأسطول أبوظبي الحالي، أو نحو 25% من إجمالي قدرة التوليد المركبة.
وتقول الباحثة البارزة في مركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية كارين يونغ وهي إحدى خبيرات الطاقة المقيمة في الولايات المتحدة إنها لا ترى أي تناقض في التوسع المستمر في قدرات توليد الطاقة من الغاز ومن الطاقة المتجددة او الطاقة النووية في المنطقة. وتشير إلى ان الطلب على الطاقة يتسارع في جميع أنحاء منطقة الخليج.
وقالت يونغ في حديث مع مجلة ميد «ان محطات توليد الطاقة الكهربائية العاملة بالغاز ستساعد في التحميل الأساسي في بعض الأماكن وترتبط بأهداف إنتاج الغاز الجديدة التي تتعلق في الحقيقة بإنتاج المواد الكيميائية أيضا. اما الطاقة النووية فهي مفيدة بالنسبة للطاقة الفائضة الممكن تصديرها، ولكنها أيضا ذات جدوى في مضمار تلبية الطلب الهائل المتوقع من الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات».
وتشير الخبيرة أيضا إلى أن الروابط الأمنية الواضحة بين الطاقة النووية ومثل هذه المنشآت أصبحت أدوات مرموقة لاستعراض القوة بالنسبة لدول الخليج.
ومن الأهمية بمكان أن تطوير جميع مصادر الطاقة يدعم النهج العملي المفضل لتحول الطاقة في معظم دول الخليج، لاسيما وان حاجة المنطقة إلى إزالة الكربون من الصناعات الحالية التي يصعب تخفيفها، من إنتاج النفط إلى مصافي التكرير والصناعات التحويلية، ستتطلب كمية كبيرة من الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة النووية.
وقالت المجلة إن العامل الذي ظل اكثر تجاهلا حتى الآن، يتمثل في الطلب على الطاقة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، والتي رغم أنها لاتزال في أيامها الأولى، إلا أنه من المتوقع أن تلعب دورا رئيسيا في تمكين إنتاجية الأشخاص والأصول في جميع أنحاء الخليج.
وقد ضخت كل من الإمارات والسعودية على مدى السنوات القليلة الماضية، وجذبت استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات حيث تتوقعان زيادة المنافسة الصناعية في عصر ما بعد النفط.
وأعلن في ابريل الماضي عن استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار من قبل شركة مايكروسوفت الأميركية في مجموعة G42 الاماراتية، مع انضمام براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة مايكروسوفت، إلى مجلس إدارة مجموعة G42.
ومن شأن هذه الشراكة تشغيل تطبيقات وخدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على منصة الحوسبة السحابية Microsoft Azure والشراكة مع الشركة الأميركية لتقديم حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة لعملاء القطاع العام العالمي والمؤسسات الكبيرة.
واتفقت الشركتان أيضا على العمل معا لجلب الذكاء الاصطناعي المتقدم والبنية التحتية الرقمية إلى دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا.
وقد زار الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI - الشركة التي طورت برنامج ChatGPT - سام ألتمان دولة الإمارات وأجرى محادثات مبكرة مع شركة استثمار الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها حديثا في أبوظبي، والتي تهدف إلى بناء أصول خاضعة للإدارة بنحو 100 مليار دولار في غضون بضع سنوات.
كما أن ألتمان يجري محادثات مع أكبر المستثمرين في العالم لجمع تريليونات الدولارات لتوسيع الإنتاج العالمي لوحدات معالجة الرسومات الضرورية للتدريب وتشغيل نماذج اللغات الكبيرة مثل تلك التي تعمل على تشغيل ChatGPT وMicrosoft CoPilot وGoogle Gemini.
من جانبه، أنشأ صندوق الاستثمارات العامة السعودي شركة آلات، وهي شركة للتكنولوجيا وأشباه الموصلات بقيمة 100 مليار دولار. وتهدف «آلات» إلى تصنيع أكثر من 30 فئة من المنتجات، بما في ذلك الأنظمة الروبوتية وأنظمة الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة ومنتجات الترفيه الرقمية، بالإضافة إلى الآلات الثقيلة المتقدمة المستخدمة في البناء والتشييد والتعدين.