لا يـــوجد هـناك أثمن من حياة الإنســان، تلك المنحة الإلهية التـي حبانا الله سبحانه وتعالى إيــاها ودعانا جميعا للحفاظ عليها وتــوعد هادريها بالـعــذاب المبين، لكن يــبدو أن حياة البشـر لا قـيـمة لها عند بعض المقاولين الذيــن ماتت قلوبهم وضمائرهم ولا هــمّ لــهم إلا الربح السريع ولو كان على أجـــساد المساكين الذين يلقون حتفــهم وهــم يعملون لديهم بمعدات انتهت صلاحيتها.
ونتذكر سقوط اثنين من العمال العرب من عمارة تحت الإنشاء، نتيجة تفسخ السقالات المنتهية الصلاحية فسقطا من الدور الرابع عشر أمام أعين الجميع ليلقى كل منهما حتفه، ويكتفي الناس بالمشاهدة الدامية ونكتفي نحن بالترحم عليهما.
وتوفي مؤخرا عامل إثر سقوطه من علو في شارع الغزالي، حيث كان يقوم بعمله بأحد المشاريع الانشائية، أين المشرفون على هؤلاء المقاولين؟
وأين الرقابة على المقاولين ومعداتهم المتهالكة؟ وكيف يسمح لهم بالعمل وهم لا يملكون المعدات المجازة؟ وأين توافر شروط السلامة في العمل؟!
إنني لا أفهم كيف يسمح للعامل بالصعود على ارتفاع خمسين مترا دون احتياطات أمان مشددة، ولا أفهم كيف يمكن لمقاول أن يستخدم خشبا ومعدات انتهت صلاحيتها وانتهى عمرها الافتراضي؟! ففي ظل غياب الرقابة سننتظر الكثير من القتلى والجرحى جراء استهتار هؤلاء المقاولين.
لقد اتسعت حركة البناء والتعمير في الكويت ولابد من تحرك كل الأجهزة المعنية لتؤمن وتشرف على المقاولين وأعمالهم ومعداتهم واحتياطات السلامة لديهم، وأن تشمل هؤلاء العمال المساكين ومهندسيهم بمظلة تأمينات تمسح عنهم غدر الأخشاب المتهالكة وجهل المقاولين، ولابد من عقوبة على من يتهاون من المقاولين، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
اللهم احفــظ بلدي الكويت وأميرها وشـــعبها والمخلصين عليــها من كـــل مكروه. الـلهم آمين.
[email protected]