التاريخ سيسجل بأحرف من نور اسماء كل من عمل لأجل الكويت وذاد عنها غوائل الدهر، وسيسجل التاريخ رجال الكويت العظماء على مدار تاريخها الذين حفظوا للكويت استقلالها وحريتها ورفعوا من شأنها وبذلوا ارواحهم رخيصة من اجل يحفظوا لها مكانتها وحريتها.
وتاريخ الكويت حافل برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حبا وتفانيا من اجل وطنهم، وشتان بين هؤلاء الرجال الذين نذروا انفسهم للكويت وبين رجال وهبوا انفسهم للشيطان واستجابوا لغواياته فعاثوا في الارض فسادا.
وقد أوضح صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، في خطابه السامي الذي تضمن حل مجلس الامة ووقف بعض مواده الدستورية مدة لا تزيد على 4 سنوات، أن هناك من اساء استخدام الوسائل الدستورية في اسلوب الخطاب من بعض أعضاء مجلس الامة الذي لا يتفق مع عادات وتقاليد اهل الكويت، وأن البعض سعى لغلق كل منفذ حاول صاحب السمو الأمير الولوج منه لنتجاوز الواقع المرير «مما لا يترك لنا مجالا للتردد أو التمهل لاتخاذ القرار الصعب إنقاذا لهذا البلد وتأمينا لمصالحه العليا والمحافظة على مقدرات الشعب الوفي الذي يستحق كل تقدير واحترام».
وقال صاحب السمو خلال الخطاب: لمسنا خلال الفترات السابقة بل وحتى قبل أيام قليلة سلوكا وتصرفات جاءت على خلاف الحقائق الدستورية الثابتة. فهناك من هدد وتوعد بتقديم الاستجواب لمجرد أن يعود أحد الوزراء إلى حقيبته. وآخر اعترض على ترشيح البعض الآخر متناسين جهلا أو عمدا أن اختيار رئيس الحكومة وأعضائها حق دستوري خالص لرئيس الدولة ولا يجوز لأحد اقتحام أسواره أو الاقتراب من حدوده أو التدخل في ثناياه.
وأوضح سمو الأمير أن التمادي وصل «إلى حدود لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها لما تشكله من هدم للقيم الدستورية وإهدار للمبادئ الديموقراطية التي ارتضيناها جميعا طريقا هاديا لتحقيق المصلحة العامة فنجد البعض مع الأسف الشديد يصل تماديه إلى التدخل في صميم اختصاصات الأمير ويتدخل في اختياره لولي عهده متناسيا أن هذا حق دستوري صريح وواضح وجلي للأمير».
في الوقت نفسه تضمن الخطاب السامي تأكيدا على أنه لا أحد فوق القانون فمن نال من المال العام دون وجه حق سوف ينال عقابه أيا كان موقعه أو صفته.
كما وجه صاحب السمو «تحية عطرة لرجال الأمن الذين يسهرون على حماية مصالح الشعب ويحملون على أكتافهم صون الأمن في بلدنا ولكي ينام المواطن قرير العين وهو يعلم أن هناك من يسهر على أمنه وحريته». مضيفا سموه: «ودعوني أقولها لكم بكل صراحة أن احترام رجال الأمن هو من احترام نظام الحكم ولن أسمح على الإطلاق بالمساس بهيبتهم واحترامهم أثناء أدائهم لواجباتهم الرسمية».
كما أشار سمو الأمير إلى «حرص أهل الكويت المؤسسون للديموقراطية على إيجاد دستور يخدم مصالح الأمة ويرعى حقوق وحريات الشعب ولم نجد منهم في مناقشاتهم في المجلس التأسيسي أو في المجالس التي تلت ذلك إلا قمة الاحترام في الخطاب والرقي في ممارسات الوسائل الدستورية المتاحة لهم في مكانها السليم أو زمانها الصحيح».
يا صاحب السمو، لقد أدخل ما اتخذتموه من قرار حكيم السعادة والراحة على نفوسنا ومتفائلون بمستقبل أفضل بإذن الله للوطن والمواطنين.
أدعو الله ان يحفظ الكويت واميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.
[email protected]