قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية، إن أسعار كافة درجات النفط الخام تقريبا سجلت مكاسب للشهر الرابع على التوالي في أبريل الماضي، حيث ارتفع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 5.2 % ليصل إلى 89.9 دولارا للبرميل في أبريل، مقابل 85.4 دولارا للبرميل في مارس.
من جهة أخرى، ارتفع متوسط سعر سلة الأوپيك المرجعية بمعدل أقوى قليلا بنسبة 5.8 % ليصل إلى 89.1 دولارا للبرميل، في حين شهد خام التصدير الكويتي مكاسب أكبر بنسبة 6.3 % ليصل في المتوسط إلى 89.8 دولارا للبرميل في أبريل 2024.
وفي ذات الوقت، شهدت تقديرات الاجماع لسعر مزيج خام برنت تغييرات إيجابية مقارنة بتوقعات الشهر الماضي عن فترة الثلاثة أرباع المتبقية من العام الحالي. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط السعر 85.0 دولارا أميركيا للبرميل في الربع الثاني من العام 2024 وأن تظل مرتفعة عند هذا المستوى حتى نهاية العام.
وتتوقع الوكالة أن يصل سعر مزيج خام برنت إلى 88 دولارا للبرميل في العام 2024 مقابل 89 دولارا للبرميل وفقا لتوقعاتها السابقة، بينما من المتوقع أن يصل سعر العام المقبل إلى 85 دولارا للبرميل مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 87 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد سوق المنتجات، كان الطلب ضعيفا على الديزل، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. وقد أثر ذلك على هوامش المصافي مما دفعها إلى خفض معدلات التشغيل والتركيز على إنتاج البنزين ووقود الطائرات.
ويعكس انخفاض أسعار الديزل تزايد الإمدادات خلال الأشهر القليلة الماضية في ظل توقع تزايد الطلب في فصل الشتاء، إلا ان الشتاء كان أكثر دفئا من المتوقع في نصف الكرة الشمالي، الأمر الذي أدى إلى زيادة تراكم المخزونات.
وفي قطاع النقل، تأثر الطلب على الديزل بالصين بتزايد استخدام الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، مما يهدد بتحول هيكلي طويل الأجل للمنتج. من جهة أخرى، ظل الطلب على وقود الطائرات ضعيفا بسبب انخفاض الطلب من الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والذي قابله جزئيا تزايد طلب أوروبا الشرقية والغربية، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على البنزين في الولايات المتحدة مقارنة بالشهر الماضي على خلفية موسم السفر القادم لقضاء العطلات، حيث من المتوقع أن تتزايد الرحلات البرية لتصل إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ العام 2000.
إلا أنه من المتوقع ايضا أن يصل هذا الطلب على البنزين إلى أضعف مستوياته الموسمية منذ جائحة 2020، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، مما يشير إلى التحديات الاقتصادية، بالإضافة إلى ارتفاع حصة الوقود المتجدد والسيارات الكهربائية التي تؤثر على الطلب على الوقود الأحفوري.
وفي ذات الوقت، ظلت مخزونات النفط في الولايات المتحدة مرتفعة عند أعلى مستوياتها المسجلة تقريبا منذ يونيو 2023 بعد أن كشف 11 من أصل 15 تقريرا أسبوعيا عن تزايد المخزون. وقد يشير ارتفاع المخزونات أيضا إلى زيادة الكميات المخزنة قبل موسم القيادة.
أما على جانب العرض فظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة دون تغيير عند 13.1 مليون برميل يوميا للأسبوع الثامن على التوالي. إلا ان البلاد شهدت زيادة في المشاريع التي بدأت بها أعمال الحفر ولم تستكمل بعد، خاصة في مناطق النفط الصخري.
وزادت عدد تلك الآبار التي سبق وتم حفرها ولكنها لم تضخ حتى الآن، ويطلق عليها اسم «fracklog»، للشهر الثاني على التوالي في أبريل 2024، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. ويظهر ارتفاع عددها الاستعداد لزيادة الإنتاج في وقت قصير اعتمادا على سعر النفط الخام.
من جهة أخرى، ساهمت التكهنات حول ما إذا كانت الأوپيك وحلفاؤها ستمدد خطة خفض حصص الإنتاج إلى ما بعد يونيو 2024 في دعم أسعار النفط. وشهد إنتاج النفط من منتجي الأوپيك انخفاضا هامشيا في أبريل 2024 ليصل إلى 26.8 مليون برميل يوميا، وفقا لبيانات وكالة بلومبرغ.
وقال تقرير «كامكو إنفست» إن الأوپيك أبقت على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2024 دون تغيير على نطاق واسع في أحدث تقاريرها الشهرية عند 2.2 مليون برميل يوميا مع توقع وصول الطلب إلى 104.5 ملايين برميل يوميا.
إلا انها أجرت تعديلات على مستوى كل دولة على حدة مما انعكس على معدل التغيير بصفة عامة. إذ شهد الطلب في الصين مراجعة تصاعدية لفترة الربع الأول من العام 2024 بعد تحسن الطلب بوتيرة أفضل من المتوقع خلال هذا الربع.
وفي المقابل، كانت هناك مراجعة هبوطية لبيانات الطلب في الدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الأول من العام 2024 وكذلك لمنطقة الشرق الأوسط للربعين الثاني والثالث من العام 2024.
من جهة أخرى، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام 2024 إلى 102.84 مليون برميل يوميا، بنمو سنوي قدره 0.92 مليون برميل يوميا خلال العام مقارنة بالتوقعات السابقة للوكالة التي أظهرت نمو الطلب بنحو 0.95 مليون برميل يوميا هذا العام.
كما أظهر الطلب على النفط في الصين نموا على أساس سنوي في أبريل 2024 بعد أن سجل الاقتصاد نموا في الصادرات والواردات، مما أدى إلى تحسن آمال انتعاش الاقتصاد. وعلى الرغم من ذلك، انخفضت الشحنات على أساس شهري في ظل إغلاق المصافي لإجراء إصلاحات موسمية.