فقدت الأسرة الرياضية أحد رجالات نادي الكويت وأحد أعضائه الكبار ومؤسسي هذا الكيان وصاحب العطاءات السخية للنادي، والذي ستظل إسهاماته ودعمه لنادي الكويت ولاعبيه نموذجا عبر الأجيال القادمة، المغفور له بإذن الله بدر يوسف النصرالله، الذي سيظل من أعز الرجال على قلبي وقلب الكثير من الرياضيين، فقد كان بمنزلة الأب والعم، والذي لن أنساه ولن أنسى كل أفضاله علي وما قدمه لي من رعاية وتوجيه واحتضان خلال فترة انتسابي لنادي الكويت، خاصة في بداية حياتي مع الأشبال ثم انتقالي إلى الفريق الأول بسن صغيرة، فكانت رعايته لي واهتمامه وتواصله معي ومع أهلي وحرصه الكبير على متابعتي الأثر الكبير لما وصلت إليه من مستوى فني وتربوي، إذ تعلمت منه كيفية التعامل مع الحياة بشتى ظروفها، وأن أكون دائما مع الحق ومخلصا عندما ألعب مع النادي والمنتخب الوطني، فكان ناصحا لي ورعاني بكل أمانة وصدق.
وكان الراحل في سنواته الأخيرة رغم تقدمه في السن متابعا لنادي الكويت وتحديدا الشباب الذين هم أساس بناء الفرق الكبيرة وكان اهتمامه ومتعته، فكان يحضر قبل المباراة بفترة زمنية ويجلس في المدرجات يتابع اللاعبين ويقدم لهم الحوافز التي تشجعهم للفوز، وفي آخر سنواته تعب كثيرا خاصة بعد رحيل صديق عمره المرحوم جاسم المرزوق وزير التربية الأسبق وتأثر بفراقه.
كانت لي ذكريات كثيرة معه خاصة عندما نذهب معا إلى شاليه النويصيب رفقة زملائي محمد شعيب والمرحوم عيسي الجساس وابراهيم الخشرم، فكانت من اجمل الأوقات التي نستمتع بها، ففي النهار نكون على البحر وفي الليل يمتعنا النجم الكبير إبراهيم الخشرم بالطرب وأغاني العدنيات الجميلة. كما كنت متواصلا مع المغفور له وزرته أكثر من مرة، خاصة عندما كان يحقق نادي الكويت البطولات، وكانت آخر مرة عندما فاز الفريق بكأس سمو الأمير. وفي إحدى الزيارات كان معي أخي العزيز النجم جاسم يعقوب، وقدمنا له تيشيرت المنتخب الوطني وعليه توقيعنا.
رحمك الله وأسكنك جنات الخلد والنعيم، يا من أعطيت بحب وهدوء وبدون ضجة وتركت قلوبا تبكي رحيلك بحسرة وحزن شديد. سأظل أتذكرك يا من حميتني ورعيتني مثل حب الأب لولده.
عزائي لعائلة النصرالله جميعا بوفاة فقيدهم الغالي، وأعزي نفسي بوفاة والدي بدر يوسف النصرالله. (إنا لله وإنا إليه راجعون).