تمر علينا هذه الأيام ذكرى عزيزة، وتحديدا يوم 16 مايو، الذي يعتبر يوما تاريخيا للمرأة الكويتية بنيلها حقوقها السياسية، بعدما أثبتت عبر السنين دورها في النهوض بمسيرة التنمية، مع تواجدها على كل المستويات.
وما زالت المرأة الكويتية مستمرة بعطائها، سواء كانت على رأس العمل أو بعد التقاعد، مع دورها الأسري البناء في تنشئة وتربية الأجيال، وهي لا تألو جهدا في خدمة وطنها للارتقاء به، وأيضا لإبراز مكانتها وإثبات جدارتها، الى جانب تطوير معلوماتها الثقافية والعلمية والدينية والاجتماعية... إلخ، وذلك عن طريق منتدى المتقاعدات الذي ترأسه الأستاذة الفاضلة فاطمة العوضي، من خلال إقامة حصة مدتها ساعتان صباح يوم الأحد من كل أسبوع بمنطقة حطين. والفئة المستهدفة لهذا المنتدى المعرفي هي كل سيدة متقاعدة أو ربة منزل تستطيع الحضور للاستفادة من الضيوف في جميع التخصصات بهدف المنفعة العامة ومزيد من التوعية للمرأة، لاسيما بعد التقاعد، إذ إنه من الطبيعي خلال هذه المرحلة أن يكون الأبناء قد بلغوا سن الاعتماد على أنفسهم، وهناك وقت يجب ألا يُهدر، بل الأفضل أن يستفاد منه بالعلم والمعرفة.
ولم تُقصر وزارة الشؤون من حيث الرعاية والدعم في هذا الشأن، والشكر أيضا موصول لجمعية الإصلاح على توفيرها المكان الراقي والمجهز بكل سبل الراحة الحديثة، وغرفة الضيافة، مع قاعة فارهة للمحاضرات من أجل استقبال السيدات بأجواء ملؤها الدفء والتقدير المتبادل، الى جانب الاستفادة من الوقت، بما يُجدد معلوماتهن الحياتية في جميع المجالات. وعادة ما تُفتح مساحة النقاش مع الحاضرات بعد الانتهاء من المحاضرة التوعوية لتتم الإجابة عن جميع الاستفسارات بما يرفع المستوى المعرفي لدى المتلقيات، وهذا كله يصب في صالح المرأة الكويتية ويعزز عطاءها المتواصل لوطنها، بما يفيد المرأة وأسرتها ومجتمعها، ولكي تشعر بكيانها.
مثل هذه الأنشطة والفعاليات، وإن كانت بعد التقاعد، إلا أنها تزيد من ثقة المرأة في نفسها، وتؤكد أن دورها ما زال قائما، لذا نرى أن منتدى المتقاعدات يقوم بدور إيجابي عندما يُجدد دعوته للنساء فقط لحضور تلك الندوات والمحاضرات القيمة والمتنوعة للارتقاء بمستوى المرأة ومواكبة التغيرات في العالم من حولنا، ناهيك عن أمور إيجابية أخرى تكتسبها المرأة من خلال التعارف بين الأخوات وتبادل الخبرات من خلال ساحة النقاش المفتوح معهن واكتساب مهارة احترام الوقت بالحضور في الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا، ولمرة واحدة أسبوعيا.