في ظل الثورة الإعلامية الكبيرة والتوسع والتنوع في وسائل «السوشيال ميديا»، فقد أدت كل هذه الأمور مجتمعة إلى خلق نوع من الارتباك والانزعاج والتذمر عند الكثير من الناس بشكل مباشر أو غير مباشر. وطبيعي أن تختلف درجة هذا التأثير من شخص إلى آخر بحسب مدى تحمل هذا الإنسان والثقافة التي اكتسبها، إلا أنها في المجمل لا بد أن تترك أثرا في الفرد منا وتجعله يعيش في دوامة لا يستطيع التخلص منها، على الرغم من أن أغلب المواضيع التي يسمعها من خلال برامج التواصل الاجتماعي غير موجهة إليه ولا تمسه بشكل مباشر، إلا أن طبيعة الإنسان وتفكيره تجعله يعيش في تشويش مستمر أو حتى مؤقت على أبـسط وربما أتفه الأمور.
ربما بعضنا يقول طالما أن متابعة مثل هذه الأمور مضرة فتركها والتخلي عنها أفضل، ولكن في الحقيقة أصبح من الصعب عدم التعامل والتفاعل معها ومع ما يعرض وما ينشر وما يبث من خلالها، بمعنى انه أصــبح أمرا واقعا.
إن ما يتوجب علينا جميعا هو أن تكون عندنا رقابة ذاتية على أنفسنا في طريقة اختيار البرامج والمواقع المناسبة، وحتى الأشخاص المؤثرين والمشاهير الذين يعرضون أفكارهم وتجاربهم من خلال هذه الوسائل، بمعنى البحث عن المادة الجيدة وترك الرديء منها، إضافة إلى عدم الاندفاع والتسرع والتعليق على كل ما يسجل أو ينشر أو يكتب من كلام أو أخبار أو أحاديث.
اليوم أصبح الكثير من البشر يعاني من أمراض عدة مثل الضغط والسكر وأمراض القلب بسبب القلق والتوتر والضغط النفسي لانشغاله بمتابعة كل ما يعرض بشكل يومي وعلى مدار الساعة، وهذا لا شك انه خطأ كبير ونتائجه ستكون وخيمة، لذلك إن أردنا أن نحمي أنفسنا، فعلينا أن نتعامل مع تلك الوسائل الحديثة بشكل ثانوي وغير أساسي وأن ننشغل بما هو مهم ومفيد، وأن نتجاهل كل ما يزعجنا حتى لا نقع فريسة للأمراض العضوية والنفسية في المستقبل.
[email protected]