تعمل مجموعة صغيرة من المتخصصين في قاعات ذات نسبة رطوبة مضبوطة بالقرب من لوس أنجيليس، على حفظ مليون بكرة تشكل ذاكرة هوليوود الثمينة والهشة، من خلال تخزينها في علب معدنية مستديرة.
ويخوض هؤلاء الخبراء معركة في الظل ضد الزمن، إذ يتيحون صون نصف مليون كيلومتر من الأشرطة الأصلية لتصوير أفلام الاستوديوهات السينمائية الأميركية الكبرى، في بوربانك وثاوزند أوكس شمال لوس أنجيليس، وهي مراقبة بكاميرات الفيديو.
وأوضح مدير شركة «برو تك فولتس» المتخصصة تيم ناب أن الخوف الأكبر هو ما يسمى «متلازمة الخل»، أي تحلل طبقة الأسيتات إلى حمض الأسيتيك، وهو ما «يحول دون استخدامها».
فما يشاهده جمهور اليوم تقريبا حصريا بصيغة رقمية، كان يشاهد منذ ولادة السينما إلى وقت قريب، بواسطة مواد غير مستقرة.
فبدايات الصورة المتحركة كانت بواسطة فيلم النترات، وكانت النتيجة على الشاشة لونا أسود غامقا، وظلالا رمادية، وتباينا قويا، وكانت هذه التقنية هي المعتمدة في أفلام تشارلي شابلن وباستر كيتون والآباء المؤسسين الآخرين.
لكن النترات مادة قابلة للاشتعال، لا بل شديدة الاشتعال. واندلعت حرائق كثيرة في دور السينما لدرجة أن غرف التحكم في العرض كانت تقام بتقنيات مقاومة للحرائق. وحتى تخزينها يشبه اللعب بالنار. ففي عام 1914، تحول كنز من أرشيف السنوات الأولى للسينما الأميركية إلى رماد من جراء حريق هائل.
ومن أجل تجنب تلف النسخ الأصلية من أشرطة التصوير، تحرص شركة «برو تك فولتس» وسواها من المتخصصين على التحكم بدقة شديدة بدرجة الحرارة ومستوى الرطوبة في قاعاتهم المخصصة للتخزين. وأوضح الرئيس دوغ سيلفستر أن هذا الأمر يتيح «الحفاظ على النسخ بشكل أفضل، وهي غالبا ما تكون النسخ الأصلية، بما يمكن من استخدامها لإنتاج نسخ أو تحويلها إلى الصيغة الرقمية بمرور الوقت».
وفي غرف «برو تك فولتس» المخصصة للحفظ، تخزن آلاف الساعات من الأفلام الروائية، وكذلك البرامج التلفزيونية والمحفوظات الرئاسية وحتى مقاطع الفيديو الموسيقية.