تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان بالعالم في 31 مايو من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لإبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة لوضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه. وتم اختيار الشعار لهذا العام ليكون «الشباب ينهضون ويرفعون صوتهم» لحثّ الحكومات على حماية الشباب من أساليب التسويق المخادعة التي تمارسها صناعة التبغ وتستهدفهم لتحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان. ويعد تعاطي التبغ أهم سبب للوفيات منفردا حيث إنه يؤدي حاليا إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في جميع أنحاء العالم. وقد أصبح الأطفال يتعاطون السجائر الإلكترونية بمعدلات تفوق مثيلاتها بين البالغين في جميع الأقاليم إذ يقدر عدد صغار السن من الفئة العمرية 13-15 عاما الذين يتعاطون التبغ يصل إلى 37 مليون طفل حول العالم.
وإن الهدف النهائي لهذا اليوم هو المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من العواقب الصحية المدمرة لتعاطي التبغ ومن المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي قد تحدث نتيجة التعرض للدخان.
ويرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000 قبل الميلاد حيث وجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم حيث لازم التدخين قديما الاحتفالات الدينية مثل تقديم القرابين للآلهة وطقوس التطهير أو لتمكين الكهنة من تغيير عقولهم لأغراض التكهن والتنوير الروحي.
وفي سنة 1840 كان الفرنسيون أول من اخترع السجائر حيث قامــوا بلف التبغ في ورق رقيق فانتشرت هذه العــادة في أوروبا ومصر في سنة 1880.
ويعتـقــد أن الثلاثــة أيام الأولى من الإقلاع عن التــدخين هي أصــعب الأيــام حــيث إن المدخــن يعاني من أعراض الانسـحــاب والتــي تشمل التهيج والقلق والأرق وزيادة الشهية. وبينت إحدى الدراسات أن 25% من أسباب التدخين لدى الشباب تعود إلى تقليد الآخرين، و12% بسبب الضغوط النفسية، و5% بسبب الاستمتاع، و4% بسبب الملل، إضافة إلى أسباب أخرى بنسبة 3.5% ونسبة الذكور إلى الإناث في الإدمان على التدخين هو 90: 10 لصالح الذكور.
ويعتقد البعض أن تدخين الشيشة أخف من السجائر ولكن في الواقع أن دخان الشيشة يحتوي على مستويات مرتفعة من الكيماويات الضارة منها القطران وأول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة ومواد كيميائية مسببة للسرطان ويتعرض مدخنو الشيشة إلى استنشاق أول أكسيد الكربون والدخان أكثر من مدخني السجائر.
يعد التدخين من أهم المشكلات التي تؤثر في الصحة العامة ويجب حماية الشباب من مخاطره لتنهض الأوطان بشباب أصحاء.