أدلى اثنان من كبار منافسي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اللذان يتهمان حكومته باستهدافهما في تحقيقات جنائية غير مبررة، بصوتيهما في نيودلهي أمس مع استئناف الانتخابات التي تستمر ستة أسابيع في البلاد.
مازال مودي القومي الهندوسي المتشدد، يتمتع بشعبية واسعة بعد عشر سنوات في السلطة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بولاية ثالثة الشهر المقبل بعد انتخابات تأثرت بدرجات حرارة صيفية مرتفعة.
وأثارت تحقيقات جنائية فتحت ضد معارضي مودي حفيظة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ومنظمات حقوقية مع طرح تساؤلات حول نزاهة الانتخابات.
وأدلى راؤول غاندي الذي يعد الشخصية الأبرز في المعارضة، بصوته في مركز اقتراع في نيودلهي، حيث تصل درجات الحرارة المتوقعة إلى 43 درجة مئوية.
وتوقف غاندي، وهو من سلالة رؤساء وزراء سابقين، بعد التصويت لالتقاط صورة مع والدته سونيا زعيما حزب المؤتمر، لكنه لم يتحدث إلى حشد من الصحافيين في المكان.
راؤول الذي ينتمي إلى عائلة غاندي التي هيمنت على مقاليد الحكم لعقود، أدين بتهمة التشهير العام الماضي بعد شكوى تقدم بها أحد أعضاء حزب مودي.
وبعد إدلائه بصوته، حث رئيس وزراء ولاية نيودلهي أرفيند كيجريوال المواطنين على المشاركة قائلا «أرجو منكم أن تصوتوا، استخدموا حقكم في التصويت، وصوتوا ضد الديكتاتورية».
ويتزعم كيجريوال حزب عام آدامي (حزب الناس العاديين) الذي انبثق من حركة معارضة للفساد قبل نحو عشر سنوات.
وكيجريوال البالغ 55 عاما، هو أحد قادة «التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل» (إنديا) المعارض اتهم بتلقي رشى وأوقف في مارس الماضي واحتجز لأسابيع قبل أن تأمر المحكمة العليا بالإفراج عنه بكفالة في وقت سابق هذا الشهر.
ورأى الناخب المعارض يوغيش كومار (42 عاما) في تصريح لوكالة فرانس برس أن المحققين «لم يكن لديهم أي دليل ومع ذلك قاموا بسجنه.. هذا تجبر». وتم أيضا تجميد حسابات حزب «المؤتمر» المصرفية منذ فبراير بسبب خلاف حول إقرارات الإيرادات يعود إلى خمس سنوات.
وأكد غاندي أن هذه الخطوة أثرت بشكل كبير على قدرة الحزب على المشاركة في الانتخابات قائلا «لا توجد لدينا أموال للحملات الانتخابية ولا يمكننا دعم مرشحين آخرين».
ويتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان والمعارضة حكومة مودي باستغلال القضاء لتحقيق أهداف سياسية.
وتقول منظمة «فريدوم هاوس» الأميركية غير الحكومية إن حزب بهاراتيا جاناتا «يستغل المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لمهاجمة المعارضين السياسيين».
ودعي نحو مليار هندي للمشاركة في الانتخابات العامة التي تتضمن سبع مراحل وتستمر ستة أسابيع من 19 أبريل إلى الأول من يونيو،ما يشكل أكبر ممارسة ديموقراطية في العالم.
وتراجعت المشاركة بعدة نقاط مئوية عن انتخابات عام 2019، وعزا المحللون ذلك الى توقعات واسعة النطاق بفوز مودي بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة.
بينما يعد تقديم مودي نفسه نصيرا للأغلبية الهندوسية في الهند عنصرا أساسيا في شعبيته، ترى غوسيا طاهر، وهي مسلمة مؤيدة لحزب عام آدمي أنها وآخرين يعانون من تمييز متزايد في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية الهندي هذا الأسبوع «تحذيرا أحمر» من موجة حر في دلهي والولايات المحيطة بها، حيث أدلى عشرات الملايين بأصواتهم أمس. وحذرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية من تزايد المخاطر الصحية على الرضع وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.