كثير من الناس تعلو وجوههم ابتسامة الرضا بما قسم الله لهم في هذه الدنيا وتملأ صدورهم العفة والكرامة عن طلب المسألة لدرجة يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، ويملكون الصبر الجميل على البلاء والفقر وشح المال قد لا يتحمله إلا القليل، وهم الذين يشعرون بالسعادة الحقيقية في لذة الصبر على البلاء.
هناك أناس يعانون من الفقر الشديد ولكن لديهم صبر كبير واحترام للذات رغم الصعوبات المالية التي يواجهونها والظروف المعيشية المنعدمة.
من أسوأ ما نراه اليوم هو أن ترى رجلا فقيرا معدما عاش بداية عمره في الفقر ثم يقفز بسرعة البرق نحو الثراء بطرق قد تكون غير قانونية ومشروعة ثم تراه ينظر للفقراء بنظرة ازدراء ويتمنى أن تتخلص البلاد منهم حتى تستمر في النماء.
إن ديننا الحنيف يحث على مساعدة المتعففين دون انتظار الطلب منهم، وعلينا جميعا تشجيع المجتمع للتعرف على هؤلاء الذين يعيشون بيننا منذ القدم ومساعدتهم والتعاطف معهم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم».
بالصدقات تستر العورات وتفرج الكربات ويدفع البلاء، والإنفاق على هؤلاء هو إنفاق للنفس يجد لذتها المنفق يوم العرض العظيم.
أبدع سلطان الكرم العربي حاتم بن عبدالله الطائي حين قال:
فلا الجود يفني المال قبل فنائه
ولا البخل في المال الشحيح يزيد
فلا تلتمس بخلا بعيش مقتر
لكل غد رزق يعود جديد
ألم تر أن الرزق غاد ورائح
وأن الذي يعطيك سوف يعود
يجب أن نعلم بأن الغنى الحقيقي هو غنى النفس وليس المال الذي مصيره الزوال، وعلينا البحث عن المتعففين الصابرين، وعلينا أن نجهد أنفسنا قليلا لإيصال صدقاتنا إلى مستحقيها حتى نصل إلى السعادة الحقيقية، ونشكر الله كثيرا على نعمه وفضله وسعة رزقه.
[email protected]
bnder22@