ارتفعت حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين العزل في رفح، حيث قصف مخيما للنازحين بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في المدينة، مما أدى إلى انتشار الحرائق في مساحات واسعة وسقوط «45 شهيدا منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 جريحا»، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ووصف مفوض «أونروا» فيليب لازاريني الهجمات على رفح بأنها «مرعبة»، واصفا غزة بأنها «جحيم على الأرض، والصور هي شهادة أخرى على ذلك».
وأبلغت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الوسطاء أنها لن تشارك في أي مفاوضات للتهدئة وعقد صفقة تبادل للأسرى بعد مجزرة رفح، حسبما أفادت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، خلال ترؤسه اجتماعا لحكومة الحرب، معارضته إنهاء الحرب في غزة «قبل تحقيق النصر والقضاء على حماس».
وقد أعربت العواصم العربية والخليجية والدولية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاستهداف الاسرائيلي المتعمد لمنطقة كان جيش الاحتلال قد صنفها ضمن «المناطق الآمنة» في القطاع.
ودانت الخارجية السعودية بأشد العبارات استمرار قوات الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب المجاز واستهداف المدنيين العزل في قطاع غزة.
وأكدت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، رفض المملكة القاطع استمرار قوات الاحتلال بالانتهاكات السافرة لجميع القرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
وطالبت المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لإيقاف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
كذلك، دانت دولة الإمارات العربية المتحدة «بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة وآخرها استهداف خيام للنازحين»، مشددة في بيان على «أهمية الالتزام بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية».
واعتبرت الخارجية القطرية الاستهداف الإسرائيلي لمخيم النازحين انتهاك خطير للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
وأعربت الوزارة عن القلق من ان يعقد القصف الاسرائيلي جهود الوساطة الجارية الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت الخارجية العمانية في بيان إن «هذه الأفعال الشنيعة لقوات الاحتلال تستوجب تدخلا دوليا رادعا وفرض عقوبات».
في سياق متصل، أكدت الخارجية المصرية ان قصف قوات الاحتلال المتعمد لخيام النازحين في رفح يمثل انتهاكا جديدا وسافرا لأحكام القانون الدولي الإنساني، معتبرة أن هذا الأمر يشكل «إمعانا في مواصلة السياسة الممنهجة من قبل الاحتلال الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة».
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة إن الاستهداف الاسرائيلي للمدنيين في رفح يعد جريمة حرب ينبغي أن يتصدى لها المجتمع الدولي بأكمله ويجب محاسبة المسؤولين عنها.
ووعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن تبذل بلاده «كل ما في وسعها» لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والهمجيين والقتلة الذين لا علاقة لهم بالإنسانية.
وأضاف «إن هذه المجزرة التي وقعت بعدما طالبت محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات، كشفت مجددا عن الوجه القاسي والغادر للدولة الإرهابية».
وتابع «تماما مثل هتلر، وميلوشيفيتش (رئيس يوغوسلافيا السابقة) وكارادجيتش (زعيم صرب البوسنة) وغيرهم.. لن يتمكنوا من تجنب أن تحل عليهم اللعنة».
كذلك دانت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي بأشد العبارات المجزرة البشعة في رفح، وطالبت مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية بالتحرك فورا للضغط على الاحتلال من أجل ايقاف هذه المجازر وايقاف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي والوقف الفوري لإطلاق النار في رفح، وقال في منشور على منصة «إكس»: «يجب أن تتوقف هذه العمليات. لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين».
إلى ذلك، طرح وفد اللجنة الوزارية العربية الذي ضم وزراء رؤية أمام مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في بروكسل تنص على حزمة خطوات متكاملة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والسير نحو قيام الدولة الفلسطينية واعتماد وجود قوات دولية لحفظ السلام بقرار من مجلس الأمن وحسم قضايا الوضع النهائي خلال 6 أشهر.
وأفادت قناة «العربية» الإخبارية الفضائية بأن الورقة العربية تدعو إلى تولي المؤسسة الأمنية الفلسطينية مهامها في غزة في ظل سلطة واحدة وسلاح واحد وقانون واحد.
جاء ذلك قبيل اجتماع وزراء خارجية مصر والأردن وقطر والإمارات مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي ببروكسل لبحث التطورات في غزة، وذلك بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية.
هذا وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن تفعيل المهمة الأوروبية في رفح جنوبي قطاع غزة مشيرا إلى ذلك سيتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل.
وادان بوريل الضربات الاسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح والتي أسفرت عن مقتل العشرات من النازحين بينهم أطفال صغار، واصفا اياها بـ «المروعة»، وقال «أدين هذا الأمر بأشد العبارات».
وكانت السلطات الصحية في غزة أعلنت سقوط العشرات بين شهيد وجريح جراء غارات شنها الجيش الاسرائيلي على خيام للنازحين برفح في وقت وقفت فيه طواقم الاسعافات حائرة أمام نقل الشهداء والجرحى نتيجة عدم وجود مستشفى في المدينة رفح يتسع لهذه الأعداد من الضحايا.
ووصفت حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية هذه الغارات بـ «المجزرة»، وخرجت مسيرات غاضبة في مناطق بالضفة الغربية وطالبت بوقف الإبادة في غزة. في حين، حاول الجيش الإسرائيلي تبرير المجزرة، زاعما انه استهدف مجمعا لـ «حماس» وانه قتل قياديين من الحركة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي هايمان للصحافيين «نحن نحقق في الحادثة، لقد كان أمرا خطيرا بالتأكيد».
من جهة اخرى، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على جباليا ومخيمها شمالي قطاع غزة، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، ونسف مبان سكنية بالكامل.
وبذلك، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى اكثر من 36 ألف قتيل إضافة إلى ما لا يقل عن 81 ألف مصاب منذ 7 أكتوبر الماضي.