من الصعب علينا كبشر معرفة خفايا الناس وما يدور في عقولهم وما تحمله قلوبهم من نوايا اتجاهنا او اتجاه بعضهم البعض، مما يجعل الحكم على الآخرين بالاشكال او بالتصرفات أو بالظنون أو بالشكوك لا تعطي المدلول الكافي والدليل القاطع على معرفتنا بحقيقة هذا الانسان سواء بالإيجاب أو بالسلب.
الله سبحانه وتعالى عندما خلق البشرية جعلهم يختلفون في كل شي في الدم وفي العرق والجنس وفي جميع الصفات، ولا شك ان هناك ثقافات وشعوبا وظروفا مختلفة، لذا من الطبيعي ان كل شخص على حدة يختلف في تفكيره وطريقة تعامله مع الناس، الأمر الذي من المفترض ان يجعلنا لا نتسرع في اطلاق الاحكام على الآخرين بأنهم جيدين او غير جيدين بمجرد رؤيتهم من بعيد ان الانسان اذا لم تعاشره وتتعرف عليه عن قرب وتحدث لك معه بعض المواقف فليس لك الحق بأن تصفه او تتحدث عنه بسوء او بطريقة غير مناسبة، لمجرد انك سمعت عنه او منه كلمه او تصرف معين ربما يكون طارئا وحدث بالصدفة او نتيجة لظروف معينة.
اليوم بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي فوجئنا بالكثير من الأشخاص الذين كنا نعتقد أنهم أسوياء الا انهم خرجوا لنا بصورة مختلفة ومغايرة لمعتقداتنا لأننا لم نقترب منهم في السابق، وهناك أناس فاجأونا بطرحهم وتفكيرهم وحلاوة أسلوبهم على الرغم من أننا كنا نرى عكس ذلك. إن اختلاف الناس عن بعضهم البعض يقوم على أمور عدة من تربية وتعليم واستقرار او عدم استقرار بسبب الظروف الاجتماعية والأسرية، والعديد من الأشياء والمعطيات التي تتشكل معها شخصية كل فرد والطريقة التي يعيش فيها أو تعايش معها بإرادته أو رغما عنه.
فـمن الطــبيعي بعد كل هذه الأمور مجتمعة ان يكـون هناك الشخص القوي والضعيف، الكريم والبخيل، الشجاع والجــبان، بمعنى ان كل إنسـان اكتــسب صفات نتيجة لأوضاع وترسبات مختلفة بمضامينها تؤدي او تجعل أي مجتمع في الدنيا يستوعب كل هؤلاء، فهل سيكونوا متشابهين؟!
بالطبع لا، وخلاصة القول إنه طالما أن الناس لا يتشابهون فلا نتوقع ان يكونوا جميعا طيبين او سيئين، ويجب ألا نحكم على الافراد من بعيد.
[email protected]