قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس إنه «واثق» من أنه سيفوز بولاية ثالثة بعد ستة أسابيع من بدء عملية التصويت للانتخابات العامة التي انتهت في فاراناسي، العاصمة الروحية للهندوس وأحد المعاقل الأساسية للزعيم القومي.
وكان مودي (73 عاما) قاد حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا إلى فوز ساحق في الانتخابات عامي 2014 و2019، مستندا إلى سعيه لرسم صورة المدافع عن حقوق أتباع الديانة الهندوسية الذين يشكلون الغالبية في البلاد.
ومن المقرر أن تتم عملية فرز الأصوات وإعلان نتائج الانتخابات الثلاثاء.
وبعيد إغلاق مراكز الاقتراع، أكد مودي على منصة «إكس»: «استطيع أن أقول بثقة إن شعب الهند صوت بأعداد قياسية لإعادة انتخاب الحكومة».
وأظهر استطلاع أجرته شبكة «سي إن إن- نيوز 18» الهندية أمس بعد انتهاء التصويت أن مودي في طريقه إلى تحقيق فوزه الساحق الثالث على التوالي في الانتخابات.
ووفقا للاستطلاع، يتوقع أن يحصل حزبه على 355 مقعدا على الأقل في مجلس النواب، متجاوزا الغالبية المحددة بـ272 مقعدا.
وكانت فاراناسي التي تعد بمثابة العاصمة الروحية للهندوس، واحدة من المدن الأخيرة التي أدلى فيها الناخبون بأصواتهم في ظل درجات حرارة خانقة.
وبلغت الحرارة أمس 45 درجة مئوية وهو سقف تخطته العديد من المدن في الأيام الأخيرة.
وقالت السلطات في ولاية بيهار الجمعة إن عشرة من الموظفين الذين كانوا يحضرون لليوم الأخير للانتخابات، قضوا الخميس بسبب موجة الحر التي تضرب البلاد.
وتعد فاراناسي من المعاقل الأساسية لمودي، وتعكس بصورة جلية التداخل بين الدين والسياسة في حقبته.
وقال فيانيندرا كومار سينغ الذي يعمل في أحد فنادق المدينة إن «مودي يفوز بشكل واضح»، وأضاف «ثمة شعور بالفخر بكل ما يقوم به، ولهذا يصوت الناس لصالحه».
وخلال حملته الانتخابية، أدلى مودي مرارا بتعليقات مناهضة للمسلمين الذين اعتبرهم «مندسين»، كما اتهم الائتلاف المعارض له المؤلف من أكثر من عشرة أحزاب، بالتخطيط لإعادة توزيع الثروة في الهند على المسلمين.
وقالت المسلمة جانيسار أختر التي تعمل في صناعة الملابس في فاراناسي إن «المشاغل تغلق أبوابها هنا لكن حكومة مودي منشغلة بسياسة المعابد والمساجد»، مضيفة «من المفترض به أن يوفر لنا وظائف وليس توترات».
وأجمع المحللون على ترجيح فوز مودي على حساب الائتلاف المعارض له والذي لم يتمكن حتى من الاتفاق على اسم واحد لترشيحه إلى منصب رئيس الوزراء.
وتعززت حظوظ مودي بشكل إضافي بفضل سلسلة تحقيقات جنائية تطال معارضيه، إضافة إلى تحقيق من قبل دائرة الضرائب أدى هذا العام إلى تجميد الحسابات المصرفية لحزب المؤتمر الوطني، أكبر أحزاب المعارضة.
كما أفاد مودي محليا من تعزيز حضور الهند الديبلوماسي والاقتصادي في الساحة العالمية، خصوصا بعدما أصبحت عام 2022 خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم، متقدمة على بريطانيا.
وقالت شيخا أغراوال (40 عاما) وهي تنتظر للإدلاء بصوتها في فاراناسي «كهندية، أعتقد أنه (مودي) أكسب الهند الكثير من الاحترام والمكانة في عهده»، مضيفة «الناس ينظرون الآن إلى الهند والهنود بكثير من الاحترام.. وهو أمر لم يكن يحصل سابقا».
من جهته، قال بريجيش تاكسالي «أصوت لصالح النمو والتنمية في بلدي.لا أعرف سوى زعيم واحد.. ناريندرا مودي، لقد صوتت له».
ويحق لنحو مليار شخص الإدلاء بأصواتهم في أكثر بلدان العالم تعدادا للسكان. وأجريت الانتخابات على سبع مراحل على مدى ستة أسابيع، بهدف التخفيف قدر الامكان من العبء التنظيمي لعملية اقتراع بهذا الحجم على مساحة جغرافية شاسعة.