دشن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس احتفالات الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي الذي نفذه الحلفاء في 6 يونيو 1944 والذي مهد للقضاء على النازية، مع الرغبة في إظهار الوحدة الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ومن بلومليك (بريتانييه، غرب فرنسا) أطلق ماكرون الاحتفالات، التي تستمر حتى الغد، بإحياء ذكرى مقاتلي المقاومة وأول مظليي فرنسا الحرة والكثير من الضحايا المدنيين للحرب العالمية الثانية.
وأشاد الرئيس الفرنسي بـ «روح التضحية» التي تحلى بها محررو فرنسا، وقال «أعرف أن بلادنا قوية بشبابها.. المستعد للتضحية بالروح نفسها مثل أسلافه».
وأضاف ماكرون أمام الوحدات الخاصة الممثلة «مع تنامي المخاطر، انتم تذكروننا بأننا مستعدون للقيام بالتضحيات نفسها للدفاع عما هو عزيز على قلوبنا: أرضنا الفرنسية وقيمنا الجمهورية».
ووصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فرنسا أمس، حيث يشارك اليوم مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك البريطاني تشالز الثالث والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على شواطئ النورماندي في إحياء الذكرى الثمانين ليوم الإنزال.
وبهذه المناسبة، يلقي بايدن كلمة على شواطئ يوتا وأوماها بيتش حيث نزل «73 ألف أميركي» من أجل «إفساح المجال أمام تحرير فرنسا وأوروبا» وفق ما أفاد البيت الأبيض.
ومنذ الاثنين، وصل نحو خمسين محاربا أميركيا سابقا شارك بعضهم في عملية الإنزال في 6 يونيو 1944 إلى مطار دوفيل في النورماندي لحضور الاحتفالات، وكتب الرئيس الفرنسي على منصة «إكس»: «فرنسا ترحب بالأبطال».
وفي خطوة ذات دلالات قوية، استبعدت روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا من الاحتفالات التي دعيت قبل عشر سنوات للمشاركة بها مع حليفتيها السابقتين ابان الحرب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد ألمانيا النازية. ولم تخف الرئاسة الفرنسية رغبتها في إظهار الوحدة الغربية في وقت تشهد أوروبا صراعا واسع النطاق. ويفترض أن يوضح ماكرون خصوصا نياته حول احتمال إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا.
واليوم، من المقرر أن يلقي جو بايدن خطابا في بوانت دو أوك في النورماندي «حول أهمية الدفاع عن الحرية والديموقراطية»، بحسب البيت الأبيض، وهي رسالة ينوي تكثيفها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
والسبت، سيقوم بايدن بزيارة دولة له إلى فرنسا، على أن يستقبله ماكرون في الإليزيه حيث ستقام له مأدبة.
وقالت الرئاسة الفرنسية «بعد مرور 80 عاما على تحرير أوروبا، عادت الحرب إلى القارة، وسيناقش الرئيسان الدعم المستمر والطويل الأمد لأوكرانيا».
وأوضحت «يهدف هذا التنسيق الوثيق بشأن الأزمات الدولية إلى التحضير للاستحقاقات الدولية المقبلة، خصوصا قمة مجموعة السبع» المقررة في يونيو في إيطاليا «وقمة (حلف شمال الأطلسي) ناتو» في يوليو في واشنطن.
ومهد انزال النورماندي الذي نظمه بسرية تامة كل من الأميركيين والبريطانيين ورجال الجنرال شارل ديغول الطريق أمام إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية. وذكر ماكرون بأنه في بلومليك «سقط أول جندي فرنسي في الانزال» هو الكابورال إميل بويتار.
وقال الكولونيل أشيل مولر البالغ من العمر 98 عاما، وهو آخر مظلي فرنسي من «قوات فرنسا الحرة» لا يزال على قيد الحياة ممن شاركوا في العملية، «كان أحد أصدقائي» في إشارة إلى بويتار.
ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة الأحد والتي تبدو سيئة بالنسبة إلى معسكره مع مخاوف من تصاعد نفوذ اليمين المتطرف، قرر الرئيس الفرنسي تمديد الاحتفالات بذكرى الإنزال هذا العام إلى ثلاثة أيام، من الأربعاء حتى الجمعة.