في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في شمال غرب سورية الذي يقطنه نحو 4 ملايين سوري اغلبهم نازحون، تضطر نســـــاء سوريات للعمل في قيادة سيارات بالأجرة، وتوصيل النساء والأطفال مقابل أجور بسيطة تؤمن دخلا لعائلاتهن، وقد لاقت هذه الظاهرة قبولا واسعا وانتقادات أيضا، حيث أقبل كثير من النساء على التعامل مع تلك السائقات بدلا من التعامل مع سائقي التكاسي العامة، بحسب تقرير لموقع تلفزيون «سوريا».
وبحسب مدربة القيادة هدى قره محمد، فإنها قد دربت كثيرا من النساء اللواتي لجأن بعد التدريب إلى شراء سيارات للعمل عليها، وقالت للموقع: «هناك نساء يفضلن أن يكون سائق التاكسي امرأة حفاظا على خصوصيتهن ولأريحية المعاملة مع المرأة، كما أن هناك كثيرات تعملن في المناوبات المسائية في المشافي البعيدة عن مكان سكنها فتقوم بطلب توصيل من النساء اللواتي امتهن القيادة، ما يجعلها تشعر بالأمان والحرية أكثر».
بينما أوضحت المدربة المعتمدة لدى مركز ثقة «روض عرجة» أن بعض النساء قد تعرضن للتحرش من قبل أصحاب التكاسي الرجال، سواء التحرش المباشر أو غير المباشر.
ومعظم تلك السائقات يعملن على القيادة بهدف كسب رزق أطفالهن، هذا ما أشارت إليه أحداهن وتدعى رغداء كاشور، حيث تقول: «أقوم بتربية أطفالي الأيتام وحدي، وحالتي المادية متدنية، فكرت بالعمل ضمن مهنة معقولة، فخطر ببالي أن أشتري سيارة وأقوم بنقل السيدات بالأجرة، في البداية قمت بمراسلة المدربة هدى قره محمد التي بذلت قصارى جهدها لتعليمي القيادة، فيما بعد قمت بشراء سيارة وبدأت بالعمل عليها».
تنقل رغداء الطلبات ضمن منطقة معرة مصرين وما حولها، وبحسب رغداء فإنها واجهت اعتراضات من قبل أهلها وعائلتها على عملها، ولكنها أصرت على العمل، كما رافقتها بعض الانتقادات التي تجاوزتها، حيث أردفت: «في بداية عملي لاحظت استغراب الناس من عمل امرأة في توصيل الطلبات، ولكن بعد أن تعرفت علي النساء عن قرب أصبحت كثيرات منهن يطلبن مني أن أقوم بإيصالهن إلى الأماكن التي يردن الذهاب إليها».
وانتشرت انتقادات واسعة لقيادة النساء، حيث يحملهن بعض الرجال مسؤولية الحوادث التي تقع، فيما يلاحق آخرون السائقات لمحاولة إرباكهن، وقد أكدت هذا ميس عبد الكريم اقزيز التي تنقل الطلبات إلى كل أنحاء محافظة إدلب، وقد واجهت مضايقات من الذكور الذين يلاحظونها في الطرقات.
وبدأت إيمان حسن عز الدين، المهجرة من مدينة حماة، بعملها في قيادة السيارات في مدينة الباب انطلاقا من متعة القيادة إلى جانب الحاجة المادية، وقد أفادت: «أعتبر أنني أقوم بتأمين حاجات منزلي وأولادي، وسمعت انتقادات كثيرة مثل: (أنني أتشبه بالرجال) وغيرها».