العالم يعود للطيران مجددا، ففي الربع الثالث من هذا العام، ينتظر أن تحلق في السماء 10.5 ملايين رحلة جوية، وفق بيانات القطاع التي جمعتها «بلومبيرغ إن إي إف».
كما يتوقع «الاتحاد الدولي للنقل الجوي ـ إياتا» أن تسجل أعداد المسافرين مستوى قياسيا هذا العام، وأن تستخدم الطائرات كمية قياسية من الوقود وتكون ممتلئة بالركاب تقريبا كما كانت قبل حقبة الوباء، وذلك في ظل انتعاش حركة السياحة،
غير أن هذا الانتعاش يمثل دفعة للأمام تستحق الترحيب والاحتفاء بالنسبة لقطاع النفط، بعدما اضطرت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوپيك» وحلفاؤها إلى الحفاظ على انخفاض مخطط له في معروض النفط منذ الأيام الأولى لانتشار الفيروس.
نمو حركة السفر
وينتظر أن تشهد رحلات السفر الدولية أكبر صعود في النشاط، حيث ستحقق نموا بنسبة 9.7% خلال العام الحالي وسط زيادة هائلة في حركة السفر في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وينتظر أن تقفز الرحلات الدولية المنطلقة من آسيا بنسبة 23%، كما ستشهد زيادة كبيرة حول العالم.
ففي سنغافورة، وهي نقطة ربط أخرى في الطريق بين آسيا والغرب، تجاوزت أعداد المسافرين في مطار شانغي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2024 مستوى عام 2019، مسجلة 16.5 مليون مسافر.
كما انعكس ذلك في زيادة عدد المسافرين بوتيرة قياسية بالمراكز الرئيسية للرحلات الطويلة في آسيا والشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، سجل مطار دبي أعلى المواسم نشاطا في تاريخه من حيث عدد المسافرين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مستقبلا 23 مليون زائر، فيما يتوقع الرئيس التنفيذي للمطار استقبال عدد قياسي يصل إلى 91 مليون زائر حتى نهاية 2024.
الرحلات القصيرة
مع ذلك، فإن المسافات القصيرة في الحقيقة هي التي تقود انتعاش حركة الطيران، وذلك وفقا لسيمون وارن، المحلل لدى «فيتول غروب»، كبرى الشركات المستقلة لتداول النفط في العالم، حيث يتوقع أن يرتفع الطلب على وقود الطائرات بمقدار 650 ألف برميل يوميا في العام الحالي.
وقال وارن: «عاد الطلب العالمي على وقود الطائرات حاليا إلى مستوى ما قبل كوفيد لأول مرة منذ 2020، ويعتبر وقود الطائرات أحد المنتجات الأساسية التي تحرك نمو الطلب الإجمالي على النفط».
ويتوقع «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» أن يستهلك قطاع الطيران العالمي 99 مليار غالون من الوقود خلال العام الحالي، بنمو 3% عن عام 2019.