راعت الشريعة الإسلامية التكافل الاجتماعي، وتوسعت في بسط أشكاله، ليشمل كافة جوانب الحياة ومقوماتها الأساسية، وأعطته من رعايتها ليصون كرامة الإنسان وقدسية كيانه، وفي كل عام ومع اقتراب العشر من ذي الحجة تكثف المؤسسات الخيرية الكويتية جهودها، تفتش عن أصحاب الحاجة من فقراء المسلمين، تحيطهم بسياج منيع يحميهم، لتشملهم أعطياتها من لحوم الأضاحي التي تتولى الإشراف على ذبحها وتوزيعها في الداخل والخارج، نيابة عن أصحابها.
ولقد اجتمع لهذه المبادرات من القيم الإنسانية، ما هيأ منها مظهرا من أسمى مظاهر البر الذي لم يغفل عن حاجة المحروم، ففي مناطق كثيرة من العالم، حيث تراق الإنسانية تحت أقدام الجوع، يصعب على الإنسان الحصول على نصيبه من الغذاء، نظرا لتدنى مستويات المعيشة، مما يجعل تناول اللحوم لونا من ألوان الرفاهية، وقد كان السبق بالجهود الخيرية الكويتية في هذا الميدان بإطلاق حملة «10آلاف أضحية» لتوفير لحوم الأضاحي في عدد من الدول الأشد احتياجا، وعلى رأسها قطاع غزة، واللاجئين باليمن وتشاد والسودان والصومال، وكذا إرسال الوفود لهذه الدول للتأكد من مطابقة الذبائح لأحكام الشريعة الإسلامية وللاشتراطات الصحية، ووصولها لمستحقيها بالكيفية التي توافق رغبة المتبرع، بالاتفاق مع الجهات المنفذة.
انطلقت مبادرة 10 آلاف أضحية لترسم البسمة فوق الشفاه الجائعة، وترسل برسائل مغلفة بالطمأنينة، بأن مد يد العون للمحتاجين، واجب يلتزمه القادر في الأمة تجاه إخوانه، كما يتم العمل بجهود تسابق الزمن، عبر اللجان الخيرية المنتشرة بالكويت، واستقبال تبرعات المحسنين حسب الأصناف والأسعار لكل دولة، وكذلك تسويق المبادرات التي يتهافت على ضوئها طلاب الخير، مثل باب خير كل جمعة الذي يتيح التبرع بقيمة الأضاحي عبر روابط التبرع المباشر.
ولم تغفل الجهود الخيرية عن الفقراء من محدودي الدخل، والأسر المتعففة، والأيتام بالكويت، فلهؤلاء نصيبهم من العطاء، وقد كان لكل من وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية دور كبير في إنجاح هذه المبادرة، بفضل التسهيلات التي تقدمها، لتصبح مساعدة المحتاجين فكرة يعتنقها شعب.