من دواعي سروري وفخري أن يتزامن أول مقالاتي التي أكتبها في جريدتنا الغراء «الأنباء» مع الثقة السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وتزكية سمو الشيخ صباح الخالد وليا للعهد، هذا الاختيار الحكيم الذي جاء في الوقت المناسب وأثلج صدور الكويتيين وعزز في نفوسهم بارقة الأمل برؤية كويت جديدة، وجعلهم أكثر اطمئنانا وتفاؤلا على مستقبل أكثر إشراقا لما يحمله صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد من مواصفات القائد الحكيم الجريء صاحب الرؤية الثاقبة وحركة التغيير الإيجابية وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد لما يتمتع به سموه من مواصفات خاصة تؤهله لهذا المنصب بكل استحقاق، وأنهما سيعملان معا على الوصول بالكويت إلى مصاف الدول المتقدمة وتخطي كل الصعوبات والعقبات وحصد أفضل النتائج في التطوير والتنمية والنهوض.
وفي الحقيقة هناك إجماع تام على استحقاق سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد هذا المنصب الكبير، فسموه صاحب سجل حافل بالعطاء والعمل الوطني والإنجازات في كل المجالات التي عمل بها، كما أن سموه يمتلك سمات شخصية جعلته قريبا من الشعب، فهو حريص على خدمة أهل الكويت والتواصل معهم في المناسبات الاجتماعية وغيرها، كما عرف سموه طوال مسيرته الكبيرة بهدوئه وحكمته وتواضعه ورحابة صدره ما جعله محبوبا من جميع فئات أبناء الكويت، كذلك يتميز سموه أن لديه القدرة وسرعة البديهة على التحدث بطلاقة والرد على التساؤلات والاستفسارات وبتسلسل منطقي في كل الملفات داخليا وخارجيا.
وعندما تولى سموه منصب رئيس الوزراء عمل في الكثير من الملفات والقضايا الحاسمة والجوهرية، وعرف بأنه محارب للفساد محافظ على المال العام نزيه اليد حريص على تطبيق القانون على الجميع بمسطرة واحدة، ونجح سموه في صناعة واقع جديد بالعمل الحكومي المختلف عن العمل التقليدي، حيث وجه سموه بتأسيس منصة (تواصل) لتلقي شكاوى ومقترحات واستفسارات المواطنين والمقيمين، كما أولى سموه اهتماما خاصا بالتحول الرقمي من خلال برنامج «سهل» وفتح أبواب خدمات الوزارات إلكترونيا، كما أن سموه شديد الحرص على إصدار التشريعات التي تخدم الوطن والمواطنين، وبالطبع سيكمل سموه هذا العمل والعطاء الذي بدأه قبل سنوات، وسينعكس ذلك إيجابا على مسيرة البناء والتنمية في الكويت المرحلة المقبلة.
وشخصية سمو ولي العهد قيادية مؤثرة تملك إرثا غنيا على مختلف الأصعدة، فسموه يمتلك خبرات كبيرة في العمل السياسي ومواقفه تتحدث عنه، فقد تخرج سموه في مدرسة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وتولى على مدى سنوات عديدة منصب وزير الخارجية، وعرفناه هادئا رزينا وديبلوماسيا مرموقا حقق إنجازات مشهودة خليجيا وإقليميا ودوليا من أجل إعلاء مصلحة الكويت فضلا عن تنفيذ سياسة البلاد الهادفة الى حل النزاعات بالحوار والطرق السلمية، كما كان سموه مدافعا قويا عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية في كل المحافل الدولية.
أما فيما يخص الجانب الاقتصادي، فإن سمو ولي العهد يتمتع برؤية اقتصادية ثاقبة جراء تقلده العديد من المناصب القيادية، كما أن سموه على دراية تامة بما تحتاجه البلاد على صعيد ازدهار الاقتصاد وطرح المشاريع التنموية وتنويع مصادر الدخل ودعم القطاع الخاص لتعود البلاد الى سابق عهدها في مقدمة دول المنطقة ويتحقق الرخاء والرفاهية للمواطنين.
إن سفينة الكويت أصبحت الآن جاهزة للإبحار إلى مستقبل باهر بقيادة ربانها صاحب السمو الأمير وبمعاونة ومساندة سمو ولي عهده الأمين والمسؤولين وجميع أبناء الكويت نحو آفاق واسعة وإنجازات مرتقبة بعدما اكتملت صورتها البهية في العهد الجديد.
في الختام، نجدد الولاء والعهد والتهاني والتبريكات لصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، وندعو الله تعالى أن يوفقهما لما فيه خير للكويت ورفعتها وتقدمها وازدهارها.
ونقول لسمو ولي العهد: أنتم أهل لهذه المسؤولية الكبيرة، وأنتم نعم العضيد والعون والسند لصاحب السمو، نسأل العزيز القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم، وأن ينعم عليكم بموفور الصحة والعافية، إنه سميع مجيب.
[email protected]