@AljaziAlsenafi
لطالما كان المسرح الكويتي - ومنذ نشأته - مسرحا متميزا بل والأول من نوعه في المنطقة، إذ انطلقت الحركة المسرحية الكويتية من المدارس، وتطورت مع تطور الوقت إلى الفرق الأهلية والشعبية والخاصة، وكما عاصرنا المسرح الكويتي الراقي والهادف والفكاهي، فلابد كذلك من التطرق إلى إخفاقات المسرح الكويتي في السنوات الماضية والتي أثرت وبشكل كبير على رأي الجماهير في المسرحيات الكويتية - وأنا أحدهم- وخاصة بعد رحيل الرواد كمسرح عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح وغيرهم، ومع انتشار مقاطع ومقتطفات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلخص هبوطا وصل له المسرح الكويتي وجانبا من إسفاف وتهريج وارتجال سطحي لا يليق بمستوى مسرح أو جمهور. ولكن هل انتهى المسرح الكويتي بعد رحيل رواده؟ ولماذا نربط نجاح الأعمال بأسماء معينة؟ وهل مسرح الرواد يتناسب مع فكر ورغبات الجيل الجديد والأجيال القادمة أم أنها فكرة نمطية لاصقة في أذهاننا؟ في المقابل كانت هناك أسماء ساهمت في تدني الثقافة المسرحية متمثلة بأعمالها الضعيفة والركيكة والتي لاقت جمهورا ضحلا - ليس بالقليل- يتابعها ويروج لها، ولا ننكر أن هبوط المسرح - في السنوات الماضية - تأثر بشكل كبير بالأحداث المحيطة وما تشهده من إخفاقات.
حضرت ندوة الملتقى الثقافي بدعوة كريمة من الأديب الأستاذ طالب الرفاعي بعنوان «المسرح الجديد في الكويت» لخصت الكثير في ساعة زمن، تحدث فيها المؤلف عبدالعزيز صفر والفنان خالد المظفر والفنان محمد الحملي، عن مواضيع تهم المسرح وكيف للأحداث السياسية والمجتمعية العامة أن تؤثر على اخفاقات المسرح، حيث تطرق الحوار كذلك إلى أهمية دعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمسرح والمهرجانات المسرحية بشكل أكبر خاصة أنها استمرارية فنية وتاريخية للرواد ولها جماهير كبيرة لا يستهان بها.
ما غير رأيي بالمسرح الكويتي - بكل صراحة - حضوري لمسرحية «الأول من نوعه» بطولة أخي الفنان خالد المظفر وإخراج الأستاذ عبدالعزيز صفر، والتي أعادت المسرح إلى سكته الطبيعية المتمثلة بالرسالة الهادفة والفكاهة العفوية والكوميديا الحقيقية. مسرحية تحاكي الواقع المجتمعي وتطرقت للعديد من القضايا الاجتماعية المعاصرة بشكل ممتع ومختلف وأعادتنا لزمن المسرح الكويتي الذي نفتخر به لا المسرح الذي «ننتقده ونطب فيه»، إذ تطرقت بشكل جميل إلى دور الإعلام الهابط والمسلسلات الفاشلة والبلوغرز/المؤثرين والبرامج في هدم الأسرة وخلق صراع أسري لا أساس له، وكذلك تطرقت إلى قضية تصنيف المجتمع إلى ذكور وإناث وخلق فجوة كبيرة وخاصة فيما يتعلق بموضوع الزواج ومتطلباته، وكيف للمحامين أن يترافعوا بشكل لا يمت للواقع بصلة للفوز بالقضية بعد الطلاق والخلافات، حيث دارت جميع الأحداث بشكل فكاهي بين الفنانين، وكان التجانس في الحوارات بارزا، وكذلك تسلسل الأحداث والحبكة ووصلات الأغاني التي أكملت المشاهد بشكل لطيف ورسم ابتسامة عريضة على وجوه الجماهير امتدت لـ 3 ساعات ونصف الساعة. أثبت الفنان خالد المظفر جديته في إعادة المسرح الكويتي للصدارة وهذا التفاني والشغف، أثمر وأزهر على خشبة المسرح الجديد.
عودة المسرح الكويتي لمساره الصحيح تعني عودة الكويت لتصدر المشهد الفني والمسرحي بصورة جديدة تواكب تطورات الزمن. هؤلاء الشباب الذين عملوا وواجهوا كل التحديات والصعاب والعراقيل يستحقون كل الدعم والتشجيع ويستحقون كذلك الدعم من الجهات الحكومية المعنية.
بالقلم الأحمر: المسرح الكويتي بخير... عوداً حميداً.