هيئت للعمل الخيري الكويتي قوالب وأوعية عديدة تستوعب طموحه، وتلبي رغبات المحسنين من أهل الخير، الذين تباروا في دروب الإنفاق ليوفروا للمحتاجين من الفقراء والمساكين ما يلزمهم، الأمر الذي دفع قياداته لأن تتفنن في ابتكار وسائل جديدة للتواصل تحفز أهل الإنفاق، ممن وسعت قلوبهم وعطاياهم المحتاجين نفقة وإعالة.
لقد تأتت الفكرة لجعل أبواب الخير مفتوحة، ينهل من عطاياها الفقراء والمساكين، ويصيب من فيئها المهمشون، ويجتمع على تدعيمها أولو المرحمة، الذين وجدوا في ثناياها التنوع الذي يناسب وجوه الإنفاق، وفي القائمين عليها الثقة والإخلاص، ولعلي حين أبدأ في ذكر هذا الفن الجديد من فنون العمل الخيري أضع القراء الأعزاء أمام النموذج الناجح «باب خير كل جمعة»، الذي يخصص مدخوله للصرف على مشروع بعينه، تجري الدعاية له والإعلان عنه في نهاية كل أسبوع وذلك بعد الحصول على الموافقات الرسمية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، عبر رسالة قصيرة تمس قلوب أهل الخير تتم الدعاية لها بين جمهور المتبرعين، في تعريف مختصر يظهر المحتوى التسويقي الخاص بهذه المبادرة مدى حاجة الإنسانية للمشاريع، والتي غالبا ما تكون مصحوبة بنازلة من النوازل داخل الكويت وفي أي دولة من الدول الفقيرة حول العالم.
من واقع الفكرة وما تهيأ لها من أسباب القبول والاستجابة جماهيريا، وما حققته من مكاسب خيرية منذ انطلاقتها، وما أضافته من قيم إنسانية على الأرض، ما اعتبره البعض شجرة خيرية قد أحكم غرسها، وقوي أصلها، ولعل في الزخم الجماهيري المسعف في إطلاق يد الخير بهذه الكيفية ما يضيف الى سمعة العمل الخيري الكويتي الكثير. وإن مما يحمد لهذه النافذة الخيرية ما استطاعت أن تكرسه من ملامح مميزة، لتشق طريقها وسط هذا الركام من المآسي والآلام الإنسانية.
لقد استطاع هذا الباب أنسنة الخير، بجعله متاحا لمحتاجي الداخل والخارج على السواء، فهو يبرز عند استدعاء الحاجة، وإلحاح الضرورة، وهذا لعمري ديدن العمل الخيري ومذهبه، الذي يحلق في عنفوان فيضع للأزمات حدها، بإرادة باعثها حب الخير، والإيمان بإنسانيته.
وفي مبادرة الأمل التي تلوح في هذا المشروع الطموح، وعبر قراءة مؤشراته ما يبعث على الاطمئنان، ويهدي غيره من الأفكار لأن تتخذ غايات مشابهة في رحلة إسعاد الإنسان، وقد كان، فقد استطاعت المبادرة فتح ومواصلة القائمين على العمل الخيري بمعية المتبرعين، لإطلاق حملة خيرية أسبوعية تخصص لبناء المساجد والمراكز الصحية وغيرها في إحدى الدول الفقيرة حول العالم، وأصدق ما توصف به هذه المبادرات أنها تسعى للحياة لا المجد، وتنتج المستقبل في ظل الحاضر، ومرجع ذلك كله عبقرية العمل الخيري الكويتي المتحرر من قيود النمطية، فكان أمينا على آمال الإنسانية، حفيا بإشادتها.