أرثــي أختي الغالية غادة، رحمها الله، أم السخاء والعطاء والجهد والخير، لقد جاء خبر انتقالك إلى جوار ربك ليفجعنا هذا الخطب الفادح، والمصاب الجسيم الذي أثر على نفوسنا ألما وحسرة، وفاضت محاجر عيوننا دموعا ووجدا ولهفا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فلكل شيء أجل موقوت، وهذه إرادة الله، وإذا حل القضاء بقدر الله وأمر الله لا يقابل إلا بالرضا والصبر، ومآثر أختنا الغالية الراحلة، رحمها الله، وسجاياها وخصالها الحميدة كثيرة، فكانت طيبة المعشر وواصلة مع أهلها وأقاربها وأحبابها ومعارفها وتبذل الجهد في سبيل إسعادهم.
أخـتي الغــالية غادة رحمها الله ذكــراها الطــيبة ذائعة الصيت كرائـحــة المسك بنفحاتها وعبيرها الفواح الجميل وشغفها بحب الخير والعطاء، وأعمالها الخيرة كالدرر الوضاءة، وما من أحد من المعوزين والمحتاجين والبؤساء والضعفاء ومن نزلت بهم خطوب الزمن وصروف الدهر وعثرات الحياة وكوارثها إلا فاز منها بمساعدة وشرحت صدره بإنجاز، فهي ذخر للبؤساء والمعوزين ومواساتها لهم والعطف عليهم بما في وسعها من قول أو فعل حتى كثرت الألسنة بالثناء الجزيل والمدح لمكارمها. وشمائل الفقيدة كثيرة جدا من العطف والحنان، حيث نثرت البهجة والفرحة في نفوس الأيتام والضعفاء والبؤساء أو المعوزين، ولا يوجد مشروع نافع ومفيد إلا ترى المرحومة أختي غادة في صف المتقدمين والمبادرين إليه والأخذ بعضده والمسندين ظهره بالقول والمال والجهد، فهي نور مقتبس للمشاريع النافعة والمفيدة ومشاعل النور للبؤساء والضعفاء، وغيرتها على كل مشروع نافع ومفيد للمحتاجين والبؤساء مبنية على غيرتها الدينية، ومبدؤها بعمل الخير وحب العلم والأدب والأخلاق. ويحفظ للمرحومة أختي غادة الذكر الجميل، وهي ملجأ تفيء ظلاله من وهج النوائب والعراقيل. تركت المرحومة طيب ذكراها وأثرها العظيم في نفوس من تعثروا في حياتهم من رزايا الزمن كمدا وحزنا ونثرت في نفوسهم البهجة والفرحة والحبور، سيحفظ التاريخ جميل صنعك بأياديك البيضاء وإخلاصك في حبك لعمل الخير والعطاء والنفع العام وإخلاصك في وطنيتك وفي أعمالك الخيرية، وخلدت بأعمالك أثرا نفيسا خالدا بحسن أفعالك وجميل خصالك النبيلة. أدعو الله عز وجل أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن ينزلك الفردوس الأعلى من الجنة، وفي جنته ونعيمه.
[email protected]