[email protected]
سعدت جدا بالمشروع الذي تعده قوة الإطفاء العام والذي يتعلق بربط أنظمة إنذار الحريق في المباني العامة مع إدارة العمليات المركزية التابعة لقوة الإطفاء العام، وذلك لسرعة الاستجابة للحوادث وحالات الطوارئ، فهذه فكرة متميزة وخطوة مهمة وعند تطبيقها بشكل عملي على أرض الواقع، فإنها ستسهم في الحد من الخسائر التي تحدث جراء الحرائق والحوادث الكبيرة والتي يكون فيها الحضور السريع لرجال الإطفاء بمنزلة حياة وإنقاذ لأرواح كثيرة تكون مهددة بالموت في حال تركها لدقائق معدودات.
وفي الحقيقة فإن هذا المشروع الواعد الذي طرحته الإدارة العامة للإطفاء فرصة للثناء والإشادة بالدور الكبير الذي يبذله رجال الإطفاء في حماية الأرواح والممتلكات وأنهم دائما على قدر المسؤولية التي يحملونها على أعناقهم وسعيهم الدؤوب لمواكبة التطورات العالمية في مجال مكافحة الحرائق والحوادث بمختلف أنواعها، ورأينا كيف تعاملوا بكفاءة ومهارة مع حرائق كبيرة شهدتها الكويت، كما حدث في حريقي العيون والمنقف، كذلك حرصهم على الاستفادة بأكبر قدر ممكن من التكنولوجيا الحديثة في حماية الأرواح والممتلكات وتحقيق الأمن المجتمعي.
وعلى المستوى المهني، يتمتع منتسبو الإدارة العامة للإطفاء بمهارات وخبرات كبيرة ناجمة عن التعليم الماهر الذي يتلقونه والتدريب المستمر الذي يؤدونه على مختلف الحوادث والاحتكاك بالمستويات المتقدمة في مجال الإطفاء على المستوى الإقليمي والدولي، وكذلك الاستجابة السريعة منهم وامتلاكهم الجرأة والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة أثناء التعامل مع الحوادث الكبيرة والصغيرة والقدرة على تحديد المخاطر المحيطة بحرفية عالية والقيام بالأدوار المنوطة على أكمل وجه، الأمر الذي جعلهم يحصدون جوائز من جهات لها وزنها وثقلها في مجال الإطفاء والدفاع المدني.
ولأن دور رجال الإطفاء مهم جدا ولأنهم يضحون بالغالي والنفيس ويضعون أرواحهم على أكفهم في الكثير من المهام الصعبة التي يقومون بها فإنه يجب توفير حياة كريمة لهم من خلال منحهم رواتب ومكافآت وحوافز تتناسب مع ما يتعرضون له من إصابات خطرة للغاية، حيث إن هناك منهم من يستشهد ومن يفقد جزءا من أعضاء جسده ومن يصاب بشلل ومن تلتهم جسده النيران ومن يصبح مقعدا وطريحا للفراش، وهناك منهم من يعاني من الأمراض المستعصية، وبالتالي يجب أن يكون لهؤلاء احترامهم وتقديرهم للأعمال الجليلة التي يقومون بها.
الإطفائيون يستحقون امتيازات وضمانات ترتبط بمهام عملهم وآن الأوان لتخصيص ميزانية عالية ترقى لما يقوم به رجال الإطفاء من أعمال شاقة محفوفة بالمخاطر لا يتعامل ولا يتصدى لها إلا أمثال هؤلاء الأبطال، مع أهمية سرعة استحداث إدارة خاصة بالعلاج في الخارج لرجال الإطفاء وذويهم، وأيضا ضم وشمول أسرهم بالدرجة الأولى للعلاج في التأمين الصحي تقديرا وتحفيزا لرجال الإطفاء حماة الوطن.. وفقنا الله جميعا لما فيه خير وتقدم ورخاء كويتنا الحبيبة.