أدلى الموريتانيون بأصواتهم أمس للاختيار بين التغيير والاستمرار التي يجسدها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني بعدما نجح في احتواء التوسع المسلح، خلافا للوضع في دول الساحل المجاورة.
وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستة مرشحين تعهدوا إحداث أول تغيير ديموقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 4.9 ملايين نسمة وشهد العديد من الانقلابات في الفترة من 1978 إلى 2008، قبل أن يسجل في 2019 أول مرحلة انتقالية بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.
ففي العاصمة نواكشوط، اصطف الناخبون في طابورين أمام مدرسة في وسط المدينة قبل بدء عملية التصويت، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس».
وخصص طابور للنساء وآخر للرجال في هذه الجمهورية الإسلامية، واختار الناخبون مرشحهم من لائحة مدرجة على بطاقة اقتراع واحدة ومتسلسلة وفق أرقام ورموز (ميزان، أسد، حصان، نخلة..) قبل إيداعها في صندوق مغلق. وتقع غرفة التصويت خلف ستارة خضراء مثبتة بحبل، في الجزء الخلفي من القاعة.
وقال محمد سالم مسيكة (50 عاما) لوكالة «فرانس برس»: «جئت لأداء واجبي المدني استكمالا للعملية الديموقراطية التي بدأت قبل بضعة عقود».
وأعرب ناخب آخر هو كرتومة بابا (26 عاما) عن أمله في إحراز «تقدم فيما يتعلق بالتعليم والشباب».
وقالت بركة خراتشي (26 عاما) إنها تأمل حدوث «تغيير كبير» و«الإطاحة بالفاسدين».
وقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أي هجمات منذ عام 2011، بينما تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموما الكثير من الهجمات.
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية، تعهد الرئيس المنتهية ولايته إحراز «انتصار ساحق في الجولة الأولى».
وانتشرت صور الغزواني مع شعار «الخيار الآمن» في كل مكان بالعاصمة والأقاليم. وفي وسط نواكشوط، نصبت خيم اجتمع فيها مؤيدوه حيث رقصوا وغنوا وتناقشوا.
وأدلى الرئيس المنتهية ولايته بصوته في نواكشوط، وقال للصحافيين «أهنئ الناخبين على مستوى ادراكهم المرتفع وعلى حسهم الديموقراطي».
واشاد «بمناخ السلم والهدوء».
وجعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها.