طارق عرابي
توقع الرئيس التنفيذي لشركة إدارة المرافق العمومية م.صالح يوسف العثمان، ارتفاع الطلب على المدن العمالية خلال الفترة المقبلة، لاسيما في ظل الخطوات الحكومية الحالية الجادة لتنظيم سوق العمالة في دولة الكويت. وشدد العثمان خلال لقاء خاص مع «الأنباء» على ضرورة العمل على إنشاء مدن عمالية جديدة في أسرع وقت ممكن، لاسيما أن المؤشرات الحالية تشير الى أن الحاجة لإنشاء المدن العمالية سترتفع بشكل كبير بسبب الطلب المتوقع من قبل الشركات الكبرى التي لديها أعداد كبيرة من العمالة، مؤكدا استعداد «المرافق العمومية» لإدارة أي مدن عمالية جديدة، خاصة أن الشركة لديها خبرة متراكمة في هذا المجال من خلال إدارة 4 مدن عمالية في مناطق مختلفة هي: الشدادية وصبحان وأمغرة والرقعي. وقال العثمان ان نسبة الإشغال الحالية في المدن العمالية التي تديرها «المرافق العمومية» تزيد على 90%، لاسيما في ظل المميزات التي توفرها المدن العمالية، والتي من بينها التنظيم والرقابة الأمنية على مدار الساعة، وسهولة التعامل مع قاطنيها في حال تواجد مشاكل أو كوارث (لا قدر الله)، فضلا عن تواجد هذه المدن في مناطق بعيدة عن مناطق السكن الحضري النموذجي والاستثماري.
هل من الممكن إعطاؤنا نبذة عن المرافق العمومية.. تأسيسها، ملكيتها، أنشطتها، خططها التنموية؟
٭ شركة إدارة المرافق العمومية «شركة مساهمة كويتية مقفلة» وهي احدى الشركات الحكومية التابعة للهيئة العامة للاستثمار بنسبة ملكية 100%، وقد أنشئت في عام 1982 كاستثمار داخلي في الكويت من خلال استغلال بعض أراضي وأصول الدولة وتنويع الدخل القومي والمشاركة في التنمية الداخلية للدولة.
ومنذ تأسيسها تخصصت الشركة بإدارة وصيانة وتشغيل بعض «المباني الخدمية، المجمعات التجارية، مدن العزاب السكنية، مواقف السيارات المتعددة الأدوار والسطحية، الساحات والميادين التاريخية بعد أن تم اجراء التطويرات اللازمة لهذه الساحات والميادين حتى تواكبت مع التطور العمراني والاقتصادي للدولة».
وفي العام 2015 تمت إضافة نشاط إدارة وتشغيل المدن العمالية، حيث أصبحت الشركة تقوم بإدارة وتشغيل وصيانة 4 مدن، بإجمالي عدد عمالة يصل الى 20 ألف عامل في هذه المدن العمالية الأربع.
وفي 2019 تمت إضافة نشاط التخزين، حيث قامت الشركة بإدارة أرض مساحتها 500 ألف متر مربع في منطقة ميناء عبدالله وفقا للعقد المبرم مع وزارة المالية وتحت إشراف الجهات الرقابية، حيث تعاونت شركة إدارة المرافق العمومية مع بعض شركات القطاع الخاص في اعداد الدراسات الأولية والأعمال الانشائية للبنية التحتية الأولية.
وخلال هذا العام 2024، عهد الى شركة إدارة المرافق إدارة «سوق الجمعة» و«سوق الزل» و«سوق البشوت»، بالإضافة الى مراكز الخدمة الواقعة على اخطوط السريعة.
ما الخدمات التي تقدمها الشركة لعملائها؟
٭ يتوافر لدى «المرافق العمومية» خدمات إدارة المواقف ومراكز الخدمة، حيث تقوم الإدارة على تشغيل نحو 50 موقفا للسيارات التابعة لإدارة المواقف ومراكز الخدمة من حيث الصيانة والتطوير للمواقف وتوفير أفضل أنواع الاشتراكات المرنة لتلبي احتياجات المشتركين من تخزين المدى الطويل واشتراكات سنوية لمرتادي المواقف التابعة للشركة.
كما تدير الشركة عددا من الأسواق وهي: ساحة الصفاة - سوق الذهب المركزي من عملية التأجير للمدن واستثمار المحلات التجارية وإدارتها وصيانتها وتوفير جميع الخدمات التي تخدم هذه المرافق مثل الإدارة والأمن والنظافة أيضا وتقوم وحدة الدراسات بدراسة الأمور الفنية للعقارات المدارة من قبل الشركة وكافة مقترحات التطوير وتسهم في وضع الحلول والإشراف عليها لإنجازها».
المدن العمالية
تساهم المدن العمالية في حل تحديات تكدس السكان في بعض المناطق، ما أكثر القطاعات المستفيدة من هذه المدن؟
٭ اكثر المستأجرين في المدن العمالية هي شركات القطاع الخاص وهي تمثل نحو 90%، علما أن شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية هي أحد أكبر المستأجرين الحاليين لدينا في كل من مدينة الشدادية ومدينة صبحان، وذلك بسبب قرب تلك المــــــدن من مصانع ومخابز الشـــركة.
ما نسبة الإشغال الحالية في المدن العمالية التي تديرها «المرافق العمومية»، وهل ارتفعت تلك النسبة بعد الإجراءات الحكومية الأخيرة؟
٭ نسبة الإشغال الحالية تقريبا 90% في كل المدن العمالية الحالية، وهذه النسب وصلت في بعض الأحيان الى 100%.
ومنذ أن وقع حريق عمارة المنقف، تلقت «المرافق العمومية» طلبات جديدة من شركات بدأت تبحث عن سكن لعمالتها بعد الاجراءات الحكومية الأخيرة، وهي طلبات تكاد تفوق طاقتنا الاستيعابية الحالية، وربما نكون غير قادرين على تلبيتها في المرحلة المقبلة، علما بأن الشركة تقوم حاليا بإعطاء الأولوية لتلبية طلبات المستأجــرين الحاليين قبل النظر في طلبات المستأجرين الجدد.
في ظل هذه الأعداد الكبيرة من السكان في المدن العمالية، هل تلبي هذه المدن حاجة قاطنيها من خدمات ومرافق؟
٭ تحتوي المدن العمالية التابعة للشركة على جميع الخدمات التي يحتاج اليها الساكن من مجمعات تجارية متكاملة تضم كل المرافق والاحتياجات التي تلبي مطالب العمالة داخل المدينة ودون الحاجة للخروج خارج نطاق المدينة العمالية، ولعل أحدث هذه المدن «مدينة الشدادية» التي شهدت مؤخرا افتتاح مركزين تجاريين، حيث يتوافر مسجد في مدينة الشدادية العمالية ويحتوي كل مركز على محلات متعددة مثل مطاعم وسوق مركزي ومصبغة وصيدلية ومخبز وحلاق ومحل اكسسوارات كهربائية وأجهزة هواتف، إضافة الى أنشطة أخرى، ناهيك عن وجود الحدائق الداخلية والملاعب التي تعتبر متنفسا لسكان تلك المدن.
كما تحتوي المدن العمالية على وحدات صحية مناسبة، ومواقع محددة للمخافر تستخدم عند الحاجة، كما أن كل المدن العمالية ومرافقها مراقبة بالكامل على مدار الساعة عبر أنظمة كاميرات موزعة في كل مكان للتأكد من عدم وقوع مشاكل أو مخالفات داخل المدينة. وذلك كله لا يعني أن المدن العمالية تعمل بمنأى عن أجهزة الدولة، بمعنى أن هذه المدن تقع تحت عين ورقابة جميع أجهزة الدولة من داخلية ومطافئ وبلدية، بل وحتى الهيئة العامة للغذاء والدواء في بعض الأماكن.
هل لديكم خطط لإضافة مدن عمالية جديدة؟
٭ لقد قمنا بطلب منذ عام 2021 لإضافة مدينة عمالية جديدة في جنوب البلاد والموضوع، علما أن هذا الأمر ما زال قيد الدراسة لدى البلدية.
ما آلية التأجير داخل المدن العمالية، وما طبيعة العقود (هل هي شهرية أم سنوية)؟
٭ توفر الشركة عقودا سنوية للراغبين، على أن يحق للمستأجر إنذار الشركة بالإخلاء قبل 60 يوما من تاريخ انتهاء العقد، على أن يتم دفع الإيجار بشكل شهري.
ما خطواتكم لمنع تكدس العمالة داخل المدن العمالية؟
٭ لكل غرفة في المبنى طاقة استيعابية محددة من قبل الإدارة، لذلك فإننا نقوم بين الحين والآخر بمراجعة ومتابعة هذه المباني لضمان التزام الشركات المستأجرة بالطاقة الاستيعابية المحددة في عقود الإيجار لكل غرفة ولكل مبنى، ويتم مراقبة هذا الأمر بشكل شبه يومي، فدورنا لا ينتهي عند مجرد التأجير، وإنما يمتد دورنا الرقابي ليشمل مراقبة عمليات الدخول والخروج وعدد السكان والبطاقات المدنية، كما نقوم بتحديث بيانات السكان بشكل مستمر.
إستراتيجية التحول الرقمي
حدثنا عن إستراتيجية الشركة للتحول الرقمي.
٭ حققــــت «المرافق العمومية» إنجازات مهمة واستثنائية بفضل سياستها واستراتيجيتها المتقدمة في التحول الرقمي وحرصها على تزويد مرافقها بأفضل الخدمات لعملائها من المواطنين والمقيمين، وتقود «المرافق العمومية» عملية تطوير شاملة، وهذا التطوير ضمن منظومة متكاملة وفلسفة واضحة ورؤية محددة قائمة على نقاط القوة التي تتمتع بها الشركة.
وبفضل هذه الاستراتيجية، أصبح بإمكان العميل انجاز كل معاملاته مع الشركة «الكترونيا»، حتى ان أغلب المعاملات الحالية مع عملائنا أصبحت تتم من خلال «التراسل الالكترونـــي»، كما أننا بصدد تحويل كل مواقف الشركة الى مواقف «رقمية»، وذلك كله بهدف الوصول الى «شركة بدون ورق».
ما الدور الذي تقومون به لتعزيز المسؤولية الاجتماعية؟
٭ ضمن جهودها لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، قامت شركة إدارة «المرافق العمومية» بتوزيع وجبات إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك. هذه الخطوة تأتي كجزء من الأنشطة والفعاليات الاجتماعية التي تنظمها الشركة بهدف دعم المجتمع، إضافة الى دعمها للجان الخيرية مثل لجنة التعريف بالإسلام وغيرها من خلال برامج ومبادرات متنوعة تخدم مختلف شرائح المجتمع.
مدينة الشدادية.. قصة نجاح
قال العثمان إن «مدينة الشدادية العمالية» تعتبر بمنزلة قصة نجاح بالنسبة لـ «المرافق العمومية»، حيث تسلمتها الشركة دون وجود إمدادات للمياه أو أنظمة الصرف الصحي، وذلك بإيعاز من قبل مجلس الوزراء الذي عهد الى «المرافق العمومية» إدارة المدينة وتشغيلها خلال وقت قياسي.
وأضاف أن الشركة عملت على توفير خدمات المياه العذبة والصرف الصحي في اسرع وقت ممكن، الأمر الذي ساهم برفع نسبة التأجير في المدينة الى تزيد على 90%، حيث استقبلت المدينة عمالة «شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية» خلال جائحة كورونا، ليتم عزلهم في 7 «بلوكات» عن باقي المدينة لضمان عدم اختلاطهم بباقي العمالة، لاسيما أن هذه العمالة تعمل لدى مرفق حساس وحيوي يقدم خدماته لكل القاطنين في الكويت.
التوسع الخارجي
أكد العثمان أن عمل الشركة يقتصر على السوق الكويتي فقط خلال المرحلة الحالية، لكنه استدرك قائلا إن الشركة لديها خطط طموحة للتوسع الخارجي في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن الشركة تقوم حاليا بإجراء دراسات جادة للدخول الى أسواق بعض العواصم الخليجية في حال توافر فرص مجدية قريبا.
6 مميزات مهمة للمدن العمالية
قال العثمان إن هناك عددا من المميزات التي توفرها المدن العمالية للدولة، كالتالي:
٭ بعيدة عن المناطق السكنية النموذجية والاستثمارية.
٭ مدن مغلقة ومحاطة بنظام أمني واضح.
٭ مداخل ومخارج سهلة.
٭ سهولة السيطرة عليها في حال وقوع مشاكل أو كوارث (لا قدر الله).
٭ خاضعة للجهات الرقابية في الدولة.
٭ مدن عمالية متكاملة تحتوي على مراكز تجارية.