أعود بذاكرتي إلى شهر نوفمبر 2023 حينما حوّلت وزارة التربية الدراسة عن بعد عوضا عن تعطيل الدراسة بسبب التقارير الواردة عن إدارة الأرصاد الجوية، القرار صدر ليلا آنذاك.. لم يتوان موظفو الدعم الفني المسؤولون في مساعدة الطلبة بتفعيل حساباتهم على المنصة التعليمية في القيام بواجبهم وتذليل كل الصعوبات.
واعتبرنا حينها هذا التوجه من القرارات الإدارية الإيجابية والمستفادة من مزايا التعليم عن بعد، بما وفرته من مرونة باستمرار التعليم، فضرورات العصر تحتم علينا إدخال هذا النظام ولو بصورة تدريجية وبصورة مساندة للتعليم الحضوري، وهذا ما تطلعت إليه بمبادرة إدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة والأحمال الكهربائية بتحول الدراسة عن بعد لمدة 10 أيام، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المقررات العملية والامتحانات ستكون حضوريا.
لم يمنح هذا القرار فرصة التنفيذ فتم العدول عنه، حيث هوجم القرار وانتقد، وكأن التعليم عن بعد منقصة وليس وسيلة من وسائل التعليم، فعن طريقه يتعلم الأساتذة والطلبة مهارة التعامل مع التكنولوجيا، يستفاد منها مستقبلا في الحياة العملية، فالمقابلات الوظيفية والاجتماعات وأغلب الدورات والورش تحولت إلى استخدام ميزة «الأونلاين». لا أعلم من عمم الإساءة لهذه الميزة، رغم تسهيلها للساكنين بعيدا عن المؤسسات التعليمية وتخفيف الجهد عن المعاقين جسديا، كما يتيح التعليم عن بعد للمعلم استخدام كل الوسائل الفعالة أثناء العملية التعليمية مثل مقاطع الفيديو والعروض التقديمية والمقاطع الصوتية وغيرها بشكل يجذب انتباه الطلاب المشاركين ويعمق من فهمهم للمحتوى، على عكس ما يثار عن التعليم عن بعد، ناهيك عن توفير الوقت والجهد والموارد من مبان وطرق ومواصلات ومصادر الطاقة، علما أن هناك الكثير من الجامعات في دول الخليج والعالم وتتميز بتصنيفات عالية تعتمد هذا النهج من التعلم عن بعد مع أداء الامتحانات بشكل حضوري في الفصل الصيفي وفي المواد النظرية أو أثناء فترة السحب والإضافة.
في اعتقادي أن المؤسسات التعليمية بالكويت سواء الحكومية أو الخاصة تملك القدرة على تشكيل فرق أو لجان تختص بتحديد امكانية وجدوى المرونة والتحول بين التعليم حضوريا أو عن بعد حسب المادة العلمية والأجواء والظروف المصاحبة، وعلى تلك الفرق واللجان تهيئة المتعلمين والمعلمين وتوعيتهم بمزايا وآلية الاستفادة من ميزة التواصل المرئي والمسموع، التي باتت تستخدم في جميع المجالات مثل الطب والاستثمار والعلوم والبحوث حول العالم.
imandashtti@