للوهلة الأولى من دخول الزائر تركيا تبدأ كلمات الترحيب «مرهبا... هوشقالدينيز» أي مرحبا.. أهلا وسهلا، في المطار أو الفندق أو أي متجر يقصده ومع أي تعامل مع الشعب التركي تطرق مسامعه كلمات تبدو مألوفة مع تغيير باللفظ.
وهنا يبدأ التساؤل عما إذا كانت تلك كلمات عربية أم لا وفي كل يوم يمر عليه في هذا البلد المسلم يكتشف كلمات مثل «مسجت» أي مسجد «قهفه» أي قهوة «بورتاقال» أي برتقال «الله أي ماناتول» أي في أمان الله، ناهيك عن السلام عليكم ورد السلام الذي يبدو مشابها للسلام باللغة العربية مع اختلاف بطريقة النطق.
ومع كثرة التعامل مع الشعب التركي يكتشف الزائر أن هناك كلمات كثيرة تتشاركها اللغة التركية مع اللغة العربية. وهنا يقف الزائر يدفعه الفضول لمعرفة سر هذا التقارب. وليكتشف أن اللغة التركية تأثرت على مر العصور بعدة لغات إلا أن تأثرها باللغة العربية كان الأقوى والأبرز إذ تشتمل التركية على مفردات عربية تستخدم بشكل مستمر ودائم إلا أنها تلفظ بشكل مختلف قليلا.
وقد ادى اتساع رقعة الدولة العثمانية على بلاد الأناضول وما حولها الى جعل اللغة التركية تعتمد في كتابتها على الحروف العربية كونها لغة القرآن التي اكتسبها غالبية من دخلوا الدين الإسلامي مع تداخل في المفردات من اللغات الفرنسية والفارسية والإنجليزية.