دخلت إيران حقبة جديدة، مع فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمام المرشح المحافظ سعيد جليلي.
وفي أول تصريح له بعد إعلان فوزه أكد بزشكيان أنه «سيمد اليد» لجميع الإيرانيين، وقال في منشور على منصة «إكس» أمس: «إن الطريق الصعبة أمامنا لن تكون ممهدة إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم، أمد يدي إليكم وأقسم اني لن أترككم وحدكم في هذه الطريق، لا تتركوني وحدي»، مكررا ما تعهد به سابقا بـ «مد يد الصداقة للجميع» في حال فوزه، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تسنيم» للأنباء.
من جهته، دعا المرشح الخاسر سعيد جليلي أنصاره إلى «احترام» نتائج الانتخابات، قائلا في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي «علينا جميعنا بذل جهود لمساعدة الرئيس الجديد».
وقد هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الرئيس بزشكيان بمناسبة فوزه.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» إن خادم الحرمين أعرب في برقية تهنئة عن «أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد، متطلعين إلى الاستمرار في تنمية العلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، ومواصلة التنسيق والتشاور في سبيل تعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي».
وتمنى الملك سلمان للرئيس الايراني الجديد «موفور الصحة والسعادة، ولشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار».
كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برقية تهنئة مماثلة، قال فيها: «يسعدني بمناسبة فوزكم بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن أعرب لفخامتكم عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح، والمزيد من التقدم والرقي لبلدكم وشعبكم الشقيق، مؤكدا حرصي على تطوير وتعميق العلاقات التي تجمع بلدينا وشعبينا، وتخدم مصالحنا المشتركة».
كما تلقى الرئيس الإيراني الجديد التهاني من عدد من الزعماء والقادة والرؤساء.
وكانت لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية قد أعلنت في مؤتمر صحافي أمس أن عدد الأصوات التي تم فرزها بلغ 30.530.157 صوتا من مراكز الاقتراع في الخارج والداخل، وحصل المرشح مسعود بزشكيان، على 16.384.403 أصوات، والمرشح سعيد جليلي على 13.538.179 صوتا.
وهذه الانتخابات التي جرت دورتها الأولى في 28 يونيو الماضي نظمت مبكرا لاختيار خلف للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي قضى في حادث مروحية في 19 مايو الماضي.
وقد أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي أن الجولة الانتخابية الثانية جرت في أجواء آمنة وسليمة بالكامل.
ونقلت وكالة «تسنيم» عن وحيدي قوله إن عدد المشاركين فيها بلغ 30 مليونا، حيث بلغت نسبة المشاركة 49.8%، فيما كانت في الدورة الأولى 40% وهي الأدنى منذ عام 1979م.
وأشار إلى أن مسعود بزشكيان هو الرئيس المنتخب من قبل الشعب الإيراني في الدورة الرئاسية الـ 14 متوجها إليه بالتهنئة على انتخابه.
وقال وحيدي إن إيران دخلت مرحلة جديدة «وعلى الجميع الآن أن يتحدوا ويكونوا يدا واحدة».
من جهته، قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي: «تمكن الشعب الإيراني العظيم، بإرادته وتوفيقه، بعد مأساة الخسارة الكبيرة للرئيس الشهيد من تنظيم مشهد الانتخابات الرئاسية في فترة قانونية قصيرة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في يومي جمعة متتاليتين، واختيار رئيس للبلاد من بين عدة مرشحين».
الجدير بالذكر أنه في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، نال بزشكيان 42.4% من الأصوات في مقابل 38.6% لجليلي، بينما حل ثالثا رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، تلاه في المركز الرابع وزير الداخلية الاسبق مصطفى بور محمدي.